أولادي ..
اسمعوا
مني ما سأنقله لكم، لأنني اختبرتُ
كثيرًا من النّاس فاسمعوني بقلبكم وعقلكم، وافهموا عليَّ ما سأقوله لكم …
أن تجدوا من يدفع عنّكم الظّلم أو يُساعدكم في مرضٍ أصابكم، أو همٍّ
نزل بكم، أو كربٍ ركبكم، ولو كنتم بذلتم معه ما بذلتم، أو قدّمتم له ما قدّمتم ..
فهذا من أنْدر النّادر في هذا الزّمن، فكثير منهم لا يحفظون الجميل، ولا يردّون
اﻹحسان بالإحسان!!
أولادي …
مهما ضاقت عليكم دنياكم، تظاهروا بأنّكم بخير دائمًا، ومهما عصفت بكم
النّوائب، وتوالت عليكم المصائب!! فالكتمان والصّبر اﻵن أخفّ من أن تتسوّلوا شفقة
اﻵخرين عليكم وتتذوّقوا مرارة وذلّ السّؤال!! وابحثوا يا أبنائي عن أسباب وأعمال
وتِجاراتٍ تدفع عنكم المشقّات، وتُبعد عنكم المذلات ذاكرين قول إمامنا الشّافعي
رضي الله عنه إذ قال:
(( ما حكّ جلدَك مثل ظفركَ .. فتولّ أنتَ جميعَ أمركَ ))
أبنائي أحبتي … بدلَ من أن تتوسّلوا شفقة اﻵخرين .. اطلبوا من الله، وتوسّلوا باﻷنبياء الرحماء الشفوقين
واستغيثوا بهم واطلبوا معونتهم، فما خاب من بهم من المؤمنين توسّل واستجار ..
وأخيرًا يا أحبتي …
أسأل الله بجاه اﻷنبياء، أن يُعطيكم سُؤلكم من الخير، ويدفع عنكم ما
أهمّكم، ويُفرّج كُربتكم، ويُنير طريقكم، ويجعل يدكم ممدودة للعطاء، ولا يجعلها
ممدودة للاستعطاء بجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
والدكم المحب المقهور عليكم
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق