المتابعون

الأحدث

القائمة

اشتياق أحد الصالحين إلى أن يتزوج


يُحكى أن أحد الصالحين من أئمة التابعين قال :
اشتقت إلى أن أتزوج وإليكم قصتي
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا أظلم الناس وآكل الحقوق آكل الربا أضرب الناس افعل المظالم
أعمل المعاصى شديد الفجور يتحاشاني الناس من معصيتي
في يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة أحببتها حباً شديدا وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين أحسست أن  الله سخّرها لى لذلك تفعل ذلك وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي وكلما اقتربت من طاعة الله خطوه و ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصيحتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات
فلما أكملت ال 3 سنوات ماتت فاطمة
فانقلبت أسوأ مما كنت ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ليقويني على تحمّل البلاء فعدت أسوا مما كنت وتلاعب بي الشيطان حتى جاء يوما فقال لي شيطاني:  لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب
فرأيتني تتقاذفني الأحلام حتى رأيت تلك الرؤيا رأيتني فى يوم القيامة وقد أظلمت الشمس وتحولت البحار إلى نار وزلزلت الأرض واجتمع الناس إلى يوم القيامه والناس أفواج وأفواج وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان هلم للعرض 
فأرى فلانا هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي هلم للعرض 
فاختفى البشر من حولي (كان هذا في الرؤيا أي في منامي) وكأن لا أحد في أرض المحشر ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاً فقلت:  آه أنقذني من هذا الثعبان
فقال لي يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني فبكى رأفة بحالي
وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك
فعلمت أنها ابنتي ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي يا أبت ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
يا بنيتي أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. ..؟
يقول: وذلك الرجل الضعيف ؟ قالت ذلك العمل الصالح أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان  ينفعك ؟؟؟؟؟؟؟
فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب قد آن يارب
نعم … فاغتسلت وخرجت لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى طاعة الله
دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
هذا … وقد اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ويقول :
إلهي أنت تعلم ساكن الجنة من ساكن النار ، فأي الرجلين أنا ؟
اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار
وتاب واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:
أيها العبد العاصي : عد إلى طاعة مولاك
أيها العبد الغافل : عد إلى طاعة مولاك
أيها العبد الهارب : عد إلى طاعة مولاك
وقد ورد فى الحديث القدسي : من أتاني يمشي أتيته [ هرولة ]
ومعنى [ هرولة ] أي من أطاعني جازيته أكثر من عمله .
اللهم ارزقنا التوبة
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم

شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: