اقرأ عن بائع كعك عمره 70 سنة.. واعتبر أيها الكسول المهمل المضيع للوقت

قبل ظهر يومٍ شديد الحرِّ من شهر آب 2016 التقيتُ بهذا الرجل المُسن الذي لا أعرف عنه سوى أنه قد جاوز الـ 70 سنة من عمره ويبيع الكعك على العربة. سألته: أليس عندك أولادًا يُنفقون عليك؟ قال وهو يمسح عرقه من شدّة الحرّ: بلى، لكن رواتبهم لا تكفي!! الله الله.. رجل يفوق عمره الـ 70 سنة يقوم بِجرّ عربة الكعك ساعيًا لنفقته من حلالٍ وحتى لا يكون عالة على أحدٍ، ولا حتى على أولاده!! فاقرأ واسمع بقلبك أيها الشَّاب الكسول المُهمل والمُضيّع للوقت والمُضيّع لسنين عُمرك بلا فائدة تُذكر!! انظر كيف ضاعت سنوات حياتك السّابقة هدرًا!! ثم انظر كيف تقوم على تضييع الباقي منها!!! وانتبه!!! قد يكون تضييعك للوقت في الدنيا سببًا في ضياع آخرتك والعياذ بالله!!! وتلك هي الخسارة الكبرى التي لا يُعادلها خسارة!! فهل أنت راضٍ عن حالك؟ يا من تعيش بين الناس كالأنعام؟! وليس عندك تقدير لمعنى الوقت ولا تعرف قيمته للأسف!! انظر لحياتك، أليست هي من أضيع مظاهر الحياة؟ انظر لإنتاجك اليومي، واسأل نفسك: كم هو إنتاجي؟ وانظر لمقدار ومستوى سعيك لرزقك الحلال كهذا «العجوز الختيار» وكم تجني باليوم؟ واسأل نفسك: ·        ما هي أهدافي التي أسعى إليها في الّليل والنّهار؟ ·        ماذا قدمتُ لحياتي وماذا سأُقدم؟ ·        ماذا قدمت لعائلتي وماذا سأُقدّم؟ ·        ماذا قدمتُ لأصحاب الحقوق عليَّ وماذا سأُقدّم؟ ·        ماذا قدمتُ لآخرتي وماذا سأُقدم؟ فلو أجبتَ بصدقٍ على هذه الأسئلة، لعرفت بأنك من المُقصرّين بحقّ نفسك وأنّك مُهمل ومُضيّع لحياتك!!! ثم اسأل نفسك مرة أخرى: ·        هل سأفرّغ من الشّواغل في القادم من أيامي؟ ·        هل سيصفو ذهني من المُكدرات والعوائق؟ فإن قلت نعم! فأنت في وهمٍ وخيالٍ وغفلةٍ وتخبّطٍ قولًا واحدًا!! لأنك يا حزين كلما كبرت في العمر، ازدادت التزاماتك وازدحم وقتك بأعباءٍ وهمومٍ جديدة وشواغلٍ كثيرة، لأن الوقت في الكِبر أضيق، وجسمك أضعف، وطاقتك أقل.. واعلم أيها الشَّاب المُهمل الكسول المُضيّع للوقت: أنه إذا فاتك عمل اليوم اجتمع عليك عمل يومين!!! فنصيحتي لك بأن تُسرع بخلعِ رداء الكسل والإهمال ومضيعة الوقت، وتتوب إلى الله من الذّنوب التي عملتها، آخذًا العهد على نفسك بإصلاح نفسك بنفسك، واحذر فجأة الموت!! فعمرك بانتقاصٍ وسيئاتك بازديادٍ! أسأل الله أن يمنّ عليك بالتّوفيق والصّحة والعافية لاستثمار الباقي من عمرك بما يُحبّهُ ويرضاه، بجاه النّبي محمّد صلى الله عليه وسلم.

لكم منّي أرقُّ التّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

وكتب #محمد_الجنَّان_أبو_هيثم