أيها
القارئ، ذكرًا كنت أو أنثى … كلنا يعلم بأن الله جعل لكل الأشياء أجلًا .. فإذا
جاء أجلها لا تستقدم ساعة ولا تستأخر، قال الله تعالى ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ
الْمَوْتِ﴾
فالعمر
قصير وإن عاش المرء ألفًا من الدهر مُتنعمًا ومُتلذذًا بالمال والأهل ومن غير عِللٍ،
ومهما حقّق من أهدافٍ وخطّ آمالًا .. فلا بُدَّ من أن تأتي عليه سكرات
تملأ قلبه وجلًا!!!!
وأيُّ
سكراتٍ هي؟؟؟ إنها سكرات الموت!!!
حريٌّ
بنا التفكر بالموت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من ذكر هاذم الَّلذات
قف
ساعة مع نفسك واعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفكر بهاذم الّلذات الذي لا يُفرّق بين صغير وكبير، وفقير وأمير، وصاحب عمل وأجير؟! وتذكر أن سكرات الموت أشد من ألف ضربة سيف؟! ولن يستطيع الواحد منَّا مهما حاول استشعار الألم الذي سيتعرض
له عند الموت ليعرف كم هو الألم عظيم؟! لإن
الروح تُنزع من جميع أعضاء البدن!! من العظم والَّلحم والمخ والأعصاب!! فكم
هذا الأمر شديد؟؟؟ ويصعب تخيّله على الحقيقة …
هذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق،
وأحبهم إلى الله تعالى كان عند الموت يُعاني من سكرات الموت فيقول:
اللهم أعنّي على سكرات الموت.
كل
منَّا يسمع أن فلانًا مات وفلانًا مات، فهل تفكّرت وهيّأت نفسك لهذه الساعة التي لا
بد أن تأتي وينعاك أهلك وأصحابك وأحبابك، لا بد أن تأتي هذه الساعة وتفارقهم، وإن
تبعوك إلى مثواك الأخير سيتركونك بمفردك ويرجعون! سيتركونك في بيت الوحدة والظلمة
لا يواسيك فيه إلا عملك الصَّالح.
أيها
القارئ ذكرًا كنت أو أنثى … الموت سنذوقه لا محالة، سننتقل من دار
الغرور إلى دار القرار، من دار العمل إلى دار الحساب، من دار الدنيا إلى حياة البرزخ
التي هي أول منازل الآخرة.
وللأسف
إن ملذّات الدنيا وشهواتها تُغمض عيون القلب المريض بالذّنوب وتُنسيه مآله وحاله الذي
سيكون عليه في قبره!! لكن … عند ساعة الموت ينتبه فيتحسر على ما فات بعد فوات
الأوان!!
قال
سيدنا علي كرم الله وجهه: النَّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ..
منقول
بتصرف عن مجلة منار الهدى العدد 2015
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
لكم منّي أرقّ التّحيات
وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير
دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق