فقال بعضهم: إنها
مطعم في دمشق، والآخر قال: هي نوع من الحلوى
ومنهم كثيرون لم يعرفوا للأسف الإجابة!! وهذا دليل على افتقارنا لمعرفة تاريخنا المشرّف!!
التاريخ الذي خُطِّط لحجبهِ عنَّا عن سابقِ تصوّر
وترصّدٍ وتصميم .. واسِتطاعوا للأسف!!
فمن هي سِت الشَّام؟؟
هي: الأميرة زُمرّد خاتون، بنت الملك نجم الدّين أيوب، ألقابها كثيرة، منها:
· السيدة
الأميرة
· أم الفقراء
· راعية العلم
هي سِت الشَّام ابنة ملك، وزوجة ملك، وأم ملك، وأخت
الملوك وعمَّاتهم!!
لها من الأقارب المحارم 35 ملكًا!! ومع كل هذه المكانة
الرّفيعة لم تُحرّك فيها الغُرور
بل جعلتها تُسخّر مكانتها وثراءها للعلم الشّرعي وخِدمة الفقراء .. رضي الله عنها
هي الأخت الصُغرى للملك صلاح الدّين الأيّوبي، ومنه
ومعه تعلمت الأخلاق النَّبيلة، وعلم الفقه والحديث، حتى غدتْ عالمة من علماء الشّافعية،
ممَّا أهَّلها لتدريس بنات جيلها وعصرها، سكنت دمشق، مقابل البيمارسِتان النُّوري، وجعلت منزلها الكبير
مقصدًا لطلاب العلم وحِفظ القرآن، وجَلبت لهم خيرة المدرسين.
سِت الشام التي أنفقت آلاف الدنانير لتصنيع الأدوية وتوزعها مجانًا على مدار العام
وفي الحروب كان منزلها امتدادًا لمعارك أخيها صلاح
الدّين بتأمين مأوى للجرحى
والمنسحبين من بطش أعداء الإسلام، مع أن هذا العمل من مهمات الدولة، لكنها أبت إلا أن يكون لها هذا الشّرف وعلى نفقتها الخاصّة!!
سِت الشام لم يكن لديها وقت فراغ تمضيه في الثَّرثرة!!
بل سخَّرت وقتها ومالها لبيتها وعِلمها وولدها الوحيد حسام الدّين الذي لم تُنجب غيرهُ، فعلمته
الفِقْهَ، وجعلت منهُ فارسًا عظيمًا، قاد المعارك وفتح نابلس، وتولى إمارتها .. وكأمّه لم يمنعهُ منصبهُ من الصّفوف الأولى في المعارك
حتى استشهد في معركة حطّين ودفنتهُ في بيتها!! رحمهما الله
من إنجازات سِت الشَّام العظيمة، بناؤها لمدرسِتين
عظيمتين هما:
· المدرسة
الشَّامية الجوانية في منطقة العقيبة بدمشق
· والمدرسة
الشَّامية البرانية الحسامية
سِت الشَّام أمضت عمرها كله بخدمة العلم والنّاس إلى
أن تُوفيت عام 616 ه رحمها الله
ولم يشهد تاريخ الشَّام أعظم من جَنازتها رحمها الله
سِت الشَّام ... مجَّدتها أعمالها الصَّالحة، وليس غِناها ونسبها ...
فحقّ لها لقب سِت الشَّام وكم نحتاج لأمثالها اليوم!!؟؟ رحمها الله رحمة واسعة
فحقّ لها لقب سِت الشَّام وكم نحتاج لأمثالها اليوم!!؟؟ رحمها الله رحمة واسعة
---------------------------------------------
لكم منّي أرقّ التّحيات
وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير
دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق