المتابعون

الأحدث

القائمة

أبو هيثم ءاخر زمن

جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية, الحرب اللبنانية, إدارة وتنظيم الشباب, مجموعة المشايخ, مجموعة الرابع, المُعلم القائد

لماذا أقول وأصف نفسي « أنا أبو هيثم ءاخر زمن؟؟ » وماذا يعني هذا؟ أقول لك الآتي: إن صورتي التي في ذاكرة بعض من عاصروني وعايشوني { وبالتأكيد لن أذكر أسمائهم } وعملوا معي بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ، في فترة [ الحرب اللبنانية ] على مِحْوَرٍ أو عدة محاورٍ قتالية هي وبحسب الظّاهر { صورة المقاتل القائد، والمُعلّم والبطل } فكنتُ المقاتل المسؤول تحت إمرتي الكثير الكثير من الرجال اﻷبطال المجاهدين، ويحتمل أن تكون أنت واحدًا منهم!!

فكلمة [ الحرب اللبنانية ] مع كونها ستنقلك إلى حقبة من التاريخ المنصرم، لكن لن تُصيب في ذهنك وخيالك وذاكرتك الواقع الحقيقي 100% ﻷنها مرحلة مضت وانتهت « أيامها » وغاصت في أعماق مستودع الذاكرة!!

حتى كلمة « أيامها » تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني والأوصاف « لم ولن » تستشعر بحقيقتها على التمام!!

ففي تلك الأيام، كان لنا فيها أعمالنا الحربية ومتطلباتها على مدار فصول السنة، أي في الصّيف وحرّهِ، وفي الشتاء وبردهِ، وفي الليل وعتمتهِ، والنَّهار وعجقتهِ، وأحيانًا كانت أعمالنا تتواصل على مدار الـ 24 ساعة، بكل ما يمر بأشهر السنة من مناسباتٍ ومحطاتٍ أكان منها شهر رمضان وعيد الفطر، الحج والعمرة، وعيد الأضحى.. وغيرها من المناسبات والعُطل الرسمية والدّينية..

وفي كل هذه المناسبات والمحطات كنتُ مُتفرغًا للأعمال الحربية وتوابعها وعلى رأسها وأهمها « إدارة وتنظيم الشَّباب » والفضل طبعًا لله وحده في هذا، مع حرصي الشديد على حياتهم وعدم تعريضهم ﻷيّ خطرٍ، فلم أُجازف بأي عنصر منهم أيًا كان مستوى المجازفة فلم أُعرّضهم لما تعرّض له غيرهم من مقاتلي الأحزاب والمنظمات الأخرى من مصائبٍ وإيذاءٍ أو إصاباتٍ، وبعضهم مات في معارك جانبية!!!

كما أنني لم أزجّ بهم في أيّ معركة ﻻ ناقةً لهم فيها وﻻ جمل!! وهذا ثابتٌ في تاريخي العسكري ولله وحده الفضل والشكر على هذه النعمة العظيمة.

فذاع صيتنا بين الكثير من الأحزاب والمنظمات اللبنانية وغير اللبنانية، كمجموعة عسكرية منضبطة لها هيبتها بين المقاتلين الأصدقاء وبين بعض اﻷخصام اﻷعداء، سُمّيت في البداية مجموعة « المشايخ » ثم أطلقنا على أنفسنا مجموعة « الرابع » ويا لها من مجموعة رائعة بكل المقاييس.


هذا، وفي غمرة الأعمال والمهمات الحربية والإدارية الملقاة على عاتقي وعلى من كانوا معي من المجاهدين الأبطال في « مجموعة الرابع » وما رافقها من أعمال عسكرية على محاور رأس النّبع، فكان عناصري يهتمون بكل ما لم أكن أنا أهتم به من النواحي الاجتماعية!! ولتقريب الصورة للأذهان أكثر، أقول:

عندما كنتُ مُنشغلًا باﻷعمال الحربية وإدارة وتنظيم الشباب الذين كانوا بعهدتي وتحت أمرتي، ومع حضورهم ومشاركتهم في اﻷعمال الحربية بحسب ما يتسنى لهم من أوقاتٍ!! وأقول « بحسب » لأنه كان لكل واحدٍ منهم اهتماماته الأخرى الخاصة عائلية كانت أو شخصية، فمنهم من كان مهتمًا بجامعته ومدرسته، ومنهم من التحق بكلية حربية أو بكلية مدنية، ومنهم من انشغل بعمله الشخصي أو في مؤسسته أو دكانه أو دكان أبوه، ومنهم من انشغل بولده أو بأوﻻده، ومنهم من انشغل بـزوجته أو بخطيبته، ومنهم من كان مهتمًا بـشراء بيتٍ، أو مهتمًا بوالده أو بوالدته أو بالاثنين معًا، ومنهم من كان مهتمًا ويخطط لسفره مهاجرًا ليستقر خارج لبنان للعمل أو للدراسة التَّخصصية، أو ليستفيد من مدخول يأخذه من الضمان الاجتماعي في تلك البلاد!! وغير ذلك من أمور الحياة الكثيرة والتي تصبّ كلها في خانة:

جمع المال.

تأمين المستقبل، كما يُقال.

تأسيس وبناء عائلة.

وغيرها من المشاريع.   إلا أنا!!!

ولماذا أقول إلا أنا؟؟

لأنني لم أكن مُهتمًا بشيءٍ مما كان غيري مهتمًا به ويعمل له، فكان تفكيري وعقلي منصبان ومتعلقان بمُتطلبات الحرب ومشتقاته، مع تنظيم وإدارة الشَّباب فقط.

وفي هذا السياق لا أنسى نصيحة أحد الطيبين الحاج مصطفى..... (( أعتذر مُتحفّظًا عن ذكر اسم عائلته لاعتبارٍ مهم رحمات الله عليه )) حين قال لي ناصحًا: { يا عمي، روح شفلك شي شغلة واشتغلها بكرا بدك تخطب وتتزوج وتجيب ولاد } فلم أستمع إليه ولم أعمل بنصيحته ولم آخذ بها!! لكن والحق يقال ومع مرور الوقت شعرت بالندم الشديد لعدم فهمي لمغزى ومضمون نصيحته حينها!! رحمه الله رحمةً واسعةً، فعرفت قيمتها بعد فوات الآون وانتهاء الوقت!!!


استمر الحال كما ذكرتُ كلٌ مهتمٌ بمستقبله بحسب العُرف إلى أن وضعت الحرب أوزارها وصمتت أصوات المدافع والرشاشات واﻻنفجارات، وتوقف سقوط القذائف والصّواريخ، فانتقل كلّ واحدٍ ممّن كان معي إلى مرحلة أخرى، انتقل للمرحلة التي كان يعمل ويُخطط لها حين كنتُ أنا غافلًا عنها!! فكل من كان معي انتقل إلى الأحسن والأفضل من الحالة التي كان فيها معي بالحرب، إن كان من الناحية الاجتماعية أو المهنية أو المالية، إﻻ أنا!!

فأنا انتقلتُ من مرحلة القيادة « والمعملية » والسُّلطة إلى هامش الحياة!! نعم.. إلى هامش الحياة!! وماذا يعني انتقالي إلى هامش الحياة؟ أيّ انتقلتُ وأنا حيّ إلى الدّرجة الأدنى اجتماعيًا بعد أن كنتُ « المُعلم القائد »

الله الله يا زمن

فبدأتُ بالبحث عن عملٍ أُحَصِّل منه كفايتي لعلني أتخطى الهامش قليلًا، فكانت الصّدمة التي لم يشعر بها غيري!!! فبعد أن أمضيتُ عمري في مهنة الحرب لم يكن عندي إجابة على عدة أسئلة أقلقت ليلي ونخرت عقلي وتفكيري!!

ماذا أعمل؟

بماذا أشتغل؟

عند من أتوظف كأجيرٍ وأنا بلا مهنة أُتقنها!؟

من يُجازف ويُوظّفني؟؟

 على أي أساس أُوظّف؟!! 

الله الله يا زمن!!


ومرّت اﻷيام والليالي وأنا شِبْهُ مصدومٍ، وتمثلت صدمتي وتوضّحت حين وجدتُ نفسي:

بلا مهنة!!

بلا عملٍ أَسُدُ فيه حاجاتي!!

بلا مالٍ وﻻ مصروفٍ يُمكِّنني من شراء حتى لوح الشوكولاتة الذي كنت أشتهيه ولا أشتريه!!

بلا زوجة أسكن إليها وأنا في ريعان شبابي!!

بلا أوﻻدٍ يملئون عليَّ حياتي!!

بلا بيتٍ يأويني!!

بلا عِلمٍ عصري مُعتبر يُعتدُّ به!!

بلا ثيابٍ مدنية!! نعم، إذ لم يكن عندي ما يمت للحياة المدنية بصلة أو رابط!!

وجدتُ نفسي بلا أمٍ { وهي التي ماتت وأنا منشغل عنها بالحرب!! فتوليتُ تغسليها وتكفينها ودفنها رحمها الله رحمةً واسعةً }

ومع كل هذا الواقع الأليم، شاهدتُ وبالعين المجردة جميع من كانوا معي وتحت إمرتي في أفضل وأحسن اﻷحوال اجتماعيًا وماليًا ومهنيًا!! لماذا؟؟ ﻷن الكثير من أعمالهم أثناء الحرب كانت امتدادًا لما بعدها إﻻ أنا!!


نعم.. كنتُ مُتفرغًا قلبًا وقالبًا للحرب وللأعمال الحربية فقط، ولم يكن عندي أي امتدادٍ لما بعدها وﻻ 1% والحقيقة أنه لم يخطر ببالي هذا الأمر بالمرة!! علمًا أنني حصلتُ على الكثير من الفرص لتأسيس حياة مدنية أثناء الحرب وبعده، لكنني اخترت الحرب والحياة العسكرية فقط ومن غير أن أفكر بما سيأتي بعد الحرب!! أما عناصري ومن كانوا تحت إمرتي وقيادتي، فأمرهم مختلف كلّيًا، إذ من كان منهم أعزب، تزوّج ممن يُحب وسكن إليها.

ومن كان متزوجًا، أنجب أوﻻدًا ملئوا عليه حياته.

ومن كان طالبًا جامعيًا، تخرَّجَ وفَرِحَ بشهادته الجامعية.

ومن كان طالبًا في معهدٍ تخرَّجَ وفَرِحَ بشهادته المهنية.

ومن كان طالب شريعة، تخرَّجَ وأصبح شيخًا، فاعتمر اللفّة وارتدى الجبّة وصرتُ أناديه شيخي، بعد أن كان الواحد منهم يناديني « معلمي »

الله الله يا زمن!!!

وصار منهم الطبيب والمهندس والمحامي، والضَّابط والشيخ، ومنهم من أصبح مديرًا لمصنعٍ أو مالكًا له، أو صاحب مؤسسة، ومنهم من سافر إلى الخارج وبنى حياته هناك على أكمل وجهٍ، ومنهم من كان يُقسّط ثمن بيته فأنهى اﻷقساط وفَرِحَ ببيتٍ صار مِلكًا له، واتجه إلى أثاثه الداخلي!! ومنهم من كان والدًا فأصبح جدًّا وفَرِحَ بأحفادهِ، ومن لم يكن يملك سيارة اشترى واحدة أو أكثر!! وأنا كنت أشتهي أن يكون عندي دراجة!! ومثل هذه اﻷمثلة الحقيقية والواقعية الكثير!! 


فجأةً وجدت نفسي مكاني بعد أن انفضَّ عني جميع من كان معي وتحت إمرتي، كلٌ منشغلٌ بما سعى وأسَّس له أثناء الحرب إلَّا أنا!!

فأصبحتُ تائهًا ضائعًا مصدومًا أتألم بصمتٍ من واقعي الذي وجدت نفسي فيه فجأةً!! كنت أتألم بصمتٍ بكل ما في هذه الكلمات من معانٍ، إلى أن وفّقني الله لرجلٍ كان من جملة « شبابي » في الحرب وقبلها كان يتدرب عندي على نوعٍ من أنواع الرياضة القتالية في جامع الإمام علي رضي الله عنه، رجلٌ ﻻ أنسى فضله عليَّ ما دام في جسدي عرق ينبض، مُعترفًا بتقصيري تِجاههُ فهو أخي الذي لم تلده أمي!! ولا أدري على الحقيقة ما الذي دفعه ليُعجب بي في تلك الحقبة، ويصبر عليَّ ويتحمّلني مع ما كنت أعرفه في نفسي من شوائب كثيرة قبل أن يهذبني الشّرع!!

فحضنني ووظّفني عنده وصرف عليَّ من ماله الكثير.. وفوق كل هذا زوّجني وفَرَشَ لي بيت الزوجية على حسابه الخاص مُسدِّدًا عني أجرته لسنواتٍ وسنواتٍ، وأعني به المحسن الكريم والصديق الوفي « أبو حسن الزعتري » حفظه ربي وجميع أفراد عائلته من الشّر وأهلهِ.

الذي كان مع حاجته لي في عمله التجاري، سعى لأتوظف في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية المباركة، جزاهُ ربي عني كل الخير، وبالفعل أثمرت جهوده فوظّفني الشيخ نزار الحلبي رحمه الله رحمةً واسعةً في جمعية المشاريع المباركة.

نعم.. وأخيرًا توظَّف المسؤول العسكري العام، « المعلم أبو هيثم » في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية المباركة، التي كان ولم يزل لي شرف الانتساب إليها والعمل في صفوفها،   فتوظفتُ فيها موظفًا عاديًا « بحسب مؤهلاتي »

وهنا كانت صدمة أخرى ومن نوعٍ آخر!! إذ في وظيفتي المدنية الجديدة كان المطلوب مني أن أتعامل مع بعض المسؤولين عليَّ في عملي المدني { بعضهم كان أصغر مني سنًا!! } الذين كانوا تحت إمرتي!! فوجدتُ نفسي تحت أمرتهم بعد أن كانوا هم تحت أُمرتي وقيادتي وإدارتي في زمن الحرب!! فأصبحتُ عنصرًا عندهم وتحت إدارتهم!! وأكثر ما يحز في نفسي ((طريقة وأسلوب التعاطي والتعامل من قبل بعض الموظفين والمتطوعين الشباب!!!)) نعم هم من ناحية من النواحي (معذورين)

لكنني لم أجد عُذرًا لمن يعرف يقينًأ وعلى الحقيقة تاريخ "أبو هيثم" ولم يعمل "هالة" حلوة له بين الموظفين والمتطوعين الشباب!! ولم يُسمعهم كلامًا أقل ما يقال فيه: ((ديروا بالكم بالتعامل والتعاطي مع أبو هيثم، فهو رجل صاحب خبرة واسعة، "أبو هيثم" كيت وكيت مثلا!!! ))

الله الله يا زمن!!

في البداية صُدمت وتألمتُ لكن فهمي لواقع الحياة المستند إلى شرع الله، خفّف عني الوطأة ومع الوقت تلاشت صدمتي، لكن كان يحزُّ في نفسي ويعزّ عليَّ كثيرًا تَنكّر البعض لي وتصريحهم بذلك وعدم إقرارهم بفضلي عليهم وعدم اعترافهم وتصريحهم بما تعلّموهُ واستفادوا مني في سنين الحرب!!   أكان على محاور القتال أو في الزمن الذهبي لمجموعة الرابع!! ومنهم من استمر تنكّرهم لي حتى الساعة!! الله الله يا زمن!!

 

ولهذا الإنكار أسباب كثيرة على رأسها { مرض إنكار فضل الآخرين وعدم الوفاء لأصحاب الفضل..} لكن الحق يُقال، وجدتُ من غيرهم غاية الاعتراف بالجميل وبمستوى عالٍ من الوفاء والعرفان، لكنهم كانوا قلة مقارنةً مع الفئة الأولى!!!


نعم.. هذه هي الحياة قولًا واحدًا ورب الكعبة..

فلكلِّ زمنٍ دولةٌ ورجال!! ودوام الحال محال!!

ومن هنا يصحّ وصفي وتسميتي لنفسي بلا ضررٍ ولا ضيْر

« أبو هيثم ءاخر زمن »


اللهم اجعلني من الصّابرين وبالجنّة مبشّرين أنا وزوجتي وأولادي وإخوتي وأخواتي وأصحاب الفضل عليَّ، وكل من سألني وأوصاني بالدعاء، وعلى الخصوص، أخي وصديقي الوفي أبو حسن الزعتري، اللهم ءامين، اللهم ستجب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 


لكم منّي أرقّ التَّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

وكتب #محمد_الجنَّان أبو هيثم

شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

6 comments:

تعليق الشيخ الأستاذ أحمد خالد حفظه الله على مقالة هذه
فبعد أن اطّلع عليها كتب لي قائلًا:
وأنا أُعلّق يا أبا هيثم بأن ((ما حصّلته في تلك الحقبة من الأجرِ والثّواب مُخلصّا)) أغلى من الدنيا وما فيها.
ونحنُ لا نُنكر فضلك علينا، وأنا كنت ضعيفًا لا أجرؤ على أمورٍ كثيرةٍ، وقد استفدتُ فوائد عظيمة منكم، منها لا على سبيل الحصر:
الثقة بالنفس
والشجاعة والإقدام
إلخ...
فجزاكم الله عنّي خيرًا، وأحسن إليكم في الدنيا والآخرة.

تعليق المربي الأستاذ خالد التريكي حفظه الله، على مقالتي هذه
بعد أن اطّلع عليه، فقال:
سيدي الكريم:
تردّدتُ كثيرًا في التّعليق على ما دوّنتم،
لكن أقول لكم ما يتبادر إلى ذهني عند قراءة كلماتكم المُؤلمة، لعل هذا يُخفّف عنكم.
أولًا:
لا زلتَ في نظرِ واعتقاد الكثيرين ((القائد المُعلّم)) (بالنسبة لجيلنا).
ثانيًا:
لستَ وحدكَ من لمْ يُؤسّس لمستقبله ذلك الوقت (ممّن ذكرت)
ويشعر الآن أنه على هامش الحياة، ويعمل كموظفٍ عاديٍ!! لأنه ليس لديه مهنة ويعيش على الفتات وهم موجودون!!!
ثالثًا:
إن ما تشعر به، يشعر به الكثيرون.. وكما قلتَ: ((لكل زمنٍ دولة ورجال))
ويكفيك شرفًا أنك كنت #القائد والمُعلّم في الزّمن الذّهبي، وهذا لن يتكرّر مع أيِّ قائدٍ أو مسؤولٍ في هذه الأيام، ولو دفع كل ماله!!!
رابعًا:
لست أبا هيثم آخر زمن بل (أبو هيثم أحلى زمن)
هوّن عليك... فمن أنالهُ الله شرف ما نِلتهُ في تلك الحقبة، يتمناهُ عشرات الآلاف من إخواننا. ولا ننسى فضلك على الجماعة كُلّها.
وفي الختام:
كنت القائد وما زلت في نظري ونظر الكثيرين، لكنها الدنيا دوّارة، ترفع وضيعًا وتضع رفيعًا، لذا العبرة بما عند الله، وأسأل الله أن يتقبّل منّا جميعًا ما قدّمنا من عملٍ في سبيله.
والحمد لله رب العالمين.

قال الأستاذ الحاج أحمد الرفاعي "أبو عمر" بعد اطّلاعه على مقالتي هذه،
الآتي:
أبا هيثم:
قرأتُ مقالتك أكثر من مرة لِما تركت عندي من أثرٍ، ومع ما تخلّلها من حسراتٍ إلا أني وجدت فيها سيرة حياةٍ مليئةٍ بالعبر والأمور التي إن تأمّلنا بها، لوجدنا فيها من الخير ما يغلب على ما فيها من حسراتٍ!!

فقد كنت في مرحلةٍ قائدًا معلمًا، ثم جنديًا عند من كنت عليه قائدًا، مثلك كمثل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي كان قائدًا ثم صار جنديًا في جيش خالد بن الوليد رضي الله عنه.

ثُمَّ مَنَّ الله عليك بأخٍ كأبي حسن #الزعتري، وهذا ما لم يحظ به كثيرًا من أمثالك الذين ضاقت بهم السُبل.

ثُمَّ مَنَّ الله عليك بوظيفةٍ تخدم فيها دين الله في جمعيةٍ مباركةٍ ممّا لم يحظَ به الكثير!!

ثُمَّ جمعك الله تعالى بإنسانةٍ طيّبةٍ هي السيدة الفاضلة #صبيحة، فكان لك عائلةٌ جميلةٌ، وهذا ممّا لم يحظ به كثيرٌ غيرك.

أقول لك يا صديقي
إنها الحياة الدنيا!!! فيها الكثير من الحسراتِ الخيباتِ، ولكن فيها أيضًا الكثير من الخيراتِ لمن أراد الله له الخير.

أسأل الله لي ولك أن يُحْسنَ عاقبتنا في الأمور كلّها، وأن يُجيرنا من خَزي الدنيا وعذاب الآخرة..🌹🌹🌹

وهذا تعليق الأستاذ عبد الحفيظ علي حسن، بعد اطلاعه على مقالتي هذه:
أبو هيثم الغالي، حبيب القلب، أنا قريت وتمعّنت بكل كلمة بكلمتها وصحيح مية بالمية أنت كنت قائد ومسؤول، وإلنا الشرف.
أنا واحد من الشباب اللي اشتغلت تحت إمرتك، واشتغلت تحت قيادتك، وإلي العزة إني اشتغلت معك بأمور العسكر، وبأمور الأمن، وخصوصا براس النبع أثناء الحرب.
حقيقة أنت كنت من المسؤولين الموجودين على الأرض،
كنت تخاف علينا وتخاف على شبابنا، وتخاف ع أرواحنا وكنت تعاملنا معاملة الأب الحنون والقائد ...

والله والله أنا من الناس يلي أفتخر أني اشتغلت تحت إمرتك واستفدت منك ومن خبرتك، وتعلمت أمور من الحياة كتيرة منك وعِبَر،
بتذكّر شغلات كتيرة وحافره براسي لهلق شو كنت تقوللنا، وشو كنت تحكيلنا وكيف كنت توجهنا وكيف كنت تخاف علينا، وتحضننا وتعطف علينا، وبنفس الوقت كنت أنت بالنظام إنسان جدا منظم، ونحنا تعلمنا منك النظام وتعلمنا منك أصول الشغل والتنظيم بأمور العسكرية وبأمور الحياتية بأمور الدنيا كمان.
كنا ناخد منك أمورا لأمورنا الحياتية.
أنا كنت بعدني شاب صغير كان عمري 20 أو 22 سنة لما اشتغلت تحت إمرتك ويمكن أقل كمان وإلي الشرف وبعتز وبفتخر كمان مرة تانية بقوللك ياها ((ونيالو اللي اشتغل تحت إمرتك))
ونحنا منعتز فيك يا أبو هيثم أنت قائدنا ومعلمنا وحبيب قلبنا.
وأنا اشتغلت كمان تحت إمرتك لما استشهد سيدنا الشيخ نزار رحمه الله؛ أنا كمان اشتغلت تحت إمرتك، وإلي الشرف وبعدني لهلق بيكبر قلبي بس شوفك وشو بدي قوللك؟

أنا بفتخر فيك أنا اسمي عبد الحفيظ علي حسن بفتخر فيك وبفتخر بمناقبيتك وبمعزتك لإلنا وبعرف قديش كنت حنون وقديش كنت تخاف علينا، وتحبنا، وكنت خيّنا الكبير، وبنفس الوقت كمان متل أبونا الحنون.
الله يديم الصحة عليك، والله يحفظك ويخليك بعافيتك ويحفظ لك عيلتك وأولادك، والله يجبر خاطرك، والله يرحم اللي ربّاك، وكل عمرك يا أبو هيثم إلك الفضل، نحنا فضلك ما مننساه وشو بدي قوللك وما بعرف شو بدي إحكيك يعني ما عارف لساني عاجز عن التعبير،
أثر فيّي كتير الكلام اللي أنت كاتبو، يعني شو بدي قوللك؟ ما بقى قادر كفّي حكي، أنا بحبك
والله يبارك بكل إنسان بهالجمعية طيب متلك.

بارك الله فيك، الله يجزيك كل خير، الله يرفع راسك يا أبو هيثم،
هيدا اللي بقوللك ياه، حبيب قلبي أنت بوركت يا طيب، بارك الله فيك.

وقال الحاج عبد الرحمن مكوك عن رؤيته ورأيه بـ #مجموعة_الرابع، الآتي بيانه:

مرحبًا:
قرأتُ في كتاب عن الإدارة: الوظيفة العُليا في القيادة، هي: ((بناء الفريق، والحفاظ على تماسكه))
هنا تذكّرت الأيام الحلوة الماضية مع شدّتها، ففي الحديث: {مَنْ أحبّ أخاه فليُخبره} وأنا أخبر إخواني الذين يصلهم كلامي ممن عُرفوا بمجموعة الرابع:
إني أحبّكم في الله، وأخص بالذّكر المعلم "أبو هيثم" ومعاونوه، بل وأذكر أيضًا بعض ما أحببتكم لأجله وقليلًا ما نجده في أيامنا!! أل وهي: الألفة والمودة والإيثار والبذل والتّنافس على الخير والتّعاون على الخير وبذل الغالي والنّفيس، بل والمُهج، لخدمة الدّعوة والدّين...
كان أحدنا لا يُحب لأخيه أن يُضام بشوكةٍ،
وقتنا لله، مالنا لله، أرواحنا لله.
وكنّا لا نقصّر في تطبيق ما علّمنا إيّاه مولانا رحمه الله، كنا نعمل بسرّه بتعليماته بأنظاره 24/24، مسرورين بلا مللٍ، ولو قيل لنا: ((اليوم إجازة)) نشعر كأننا بعقوبة!! وإن خرجنا في إجازةٍ يومًا كل 3 أشهرٍ!! كنا نخرج في نزهةٍ سويًا.
لا نعرف غير بعضنا، ولا نفرح إلا بوجودنا مع بعضنا، كالطفل الذي لا يعرف إلا حضن أمه، كنا ننصح بعضنا بعضًا، ونشاور بعضنا بعضًا، نأمر بعضنا بالخير، وننهى بعضنا عن الشّر، وكل واحدٍ منا مسرور بنصيحة أخيه، يعرف أنه يريد له الخير، يزيد في محبّته لأنه نصحه.
الأيام الحلوة لا تعود!! وفي المَثل: ((ما بتعرفونا لتعاشروا غيرنا..))
وفي متل ءاخر يقوله أهل بيروت: ((الوجه اللي بتعرفو أحسن من اللي بتتعرّف عليه.))
الكثير من النِّعم لا يُعرف قدرها إلا بعد فقدها.
رحم الله السلطان الهرري والشيخ نزار حلبي وإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وجمعنا بهم في الآخرة تحت لواء النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

قال المختار الحاج خليل بيضون تعليقًا على مقالتي هذه، بالآتي: يقول...

قال المختار الحاج خليل بيضون تعليقًا على مقالتي هذه، بالآتي:
أنت شرحت ولكن أنا بدي قلك أمر يمكن أنت ما بتسمعو: أغلب الناس بتحكي عنك وعن خبرتك وفضلك، حتى بسمع من الجيل الجديد وبقولوا إنو "أبو هيثم" كان قصة كبيرة.
وأنا اشتغلت معك يمكن فترة قصيرة لكن تعلّمت منك كتير واختبرت منك أفكار، يمكن أنت ما علّمتني ياها بالمباشر لكن لما كنت شوف نمط أفكارك كنت أحفظها وخبّيها بذهني وقول: ((لعلهُ يجي وقت نعلمها للجيل يلي بعدنا.))
المهم من رسالتي وحقيقة يا "أبو هيثم" أقل ما يقال عنك ((أنت مدرسة)) وأنا لي الشّرف إنو عاصرتك بوقت مش طويل بس تعلّمت كتير.
وأنا أحترم تاريخك، لكن الكل بيعرف حقيقة نفسو بعلاقته معك.
وأخيرًا..
أنت عايش وعندك تاريخ مُشرّف، وناس عايشة بتاريخ كاذب!! واغلبهم يعرفون حالهم!!!
أنا والله صادق بكل كلمة قلتها، أنت مٌعَلّمٌ وبعدك معلم، وأنا بحترمك من كل قلبي يا معلم.