المتابعون

الأحدث

القائمة

الحذر من فتن ءاخر الزمان

الحذر، فتن، ءاخر الزمان، حذيفة رضي الله عنه، الويل لمن باع دينه، بلادنا وبلاد المسلمين الشيخ خالد المشاقبه

الحذر من فتن ءاخر الزمان
الحمد لله الذي لم يزل واحدا أحدا، ولم يتخذ لنفسه صاحبة ولا ولدا، يُغيِّرُ ما شاء في خلقهِ ولا يتغير ابدا، سبحانه أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا ، لهُ الملكُ ولهُ الغنى ولهُ العزُّ والبقاء، وله الحكم والقضاء وله الأسماء الحسنى، وأصلي وأسلم على رسول الهدى محمد الذي بذكره تَزول الكربُ وتنفرجُ الهموم، وعلى صاحبه أبي بكر الذي اتقى اللهَ وصدَقَ رسولَهُ فنال ما يروم، وعلى عمر الوليِّ فهو من الذين لا خوفٌ عليهم ولا يحزنون، وعلى عثمان الذي كان يقوم الليلَ والناس نائمون، وعلى عليٍّ صاحب الفضل المعروف على مرِّ القرون.
وبعد: فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرٌّ منه حتى تلقوا ربكم " وروي أيضا عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشرٍّ فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: " نعم " فقلت: وهل بعد هذا الشر من خير ؟ فقال: " نعم وفيه دخن " قلت: وما دخنه يا رسول الله ؟ فقال: " قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر ؟ فقال: " نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها " قلت: صفهم لنا يا رسول الله ؟ قال: " هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا " وروي أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأهل الشام وأهل اليمن فقال: " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله ؟ فقال: " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " فقالوا: وفي نجدنا فقال: " هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان " فعلينا أن نحذر من هذه الفتن التي تظهر في ءاخر الزمان وها نحن في ءاخر الزمان، ولا يكون هذا الحذر إلا بتعلم علم الدين والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين حتى لا ننجرف مع هذه الفتن ومع ما يحاك ضد هذه الأمة الإسلامية من مؤامرات يراد منها تأخير الأمة إلى الوراء حتى لا تعتصم بحبل الله ولا تعمل بنهج النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى أنه ظهر من الناس من يتكلم باسم الدين بما يخالف الدين كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: " يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرؤون القرءان لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " وقال: " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " وفي رواية قال: " قتل ثمود " وفي رواية عند النسائي قال: " سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج ءاخرهم مع المسيح الدجال " فالحذر فإن من لم يتعلم ما أوجب الله عليه من علم الدين يخشى عليه أن يقع في شباك هؤلاء الذين حذر منهم رسول الله، وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: " إنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلمَ انتِزاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِن يَقْبِضُ العِلمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حتى إذا لم يُبْقِ عَالِما، اتّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيرِ عِلمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ".
نعم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا هو أخطر ما يواجه الأمة أن يخرج أناس يتكلمون باسم الدين وهم ليسوا من أهله فيهلكون ويهلكون، لأن الإنسان إذا فسدت عقيدته خسر الدنيا والآخرة، وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الشيخان: " فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم " فالويل ثم الويل لمن باع دينه لأجل الدنيا، وها نحن اليوم نرى العجب العجاب كما قال عليه الصلاة والسلام: " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " وقال: " ويل للعرب من شر قد اقترب فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كقابض على جمر " رواه أحمد.
فالمنطقة بأسرها تعاني الآن أزمات حادة مما يستدعي منا جميعا التكاتف والوقوف جنبا إلى جنب لتجنب ما لا تحمد عقباه وللمحافظة على الأمن واستقرار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي: " من أصبح منكم ءامنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا " فنعمة الأمن قدم ذكرها على عافية البدن وحتى على لقمة العيش، فليس من الحكمة زج أي قضية في مسار يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار مهما كان عنوان هذه القضية ولو تحت مسمى الإصلاح فضلا عما يندرج ضمن أجندات هنا وهناك أو يتقنع بقناع الدين، فالإسلام برىء من التطرف والغلو، ومن الناس من يزين لهم أن ذلك فيه مصلحة للأمة ولكن لن يستفيد من زعزعة الأمن وشرخ الوحدة الوطنية إلا أعداء الأمة الذين يتربصون بنا.
وروى مسلم أنه صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم دخلَ المسجدِ وكان الصّحابةُ جُلوسٌ في المسجِد فرفعَ رأسَهُ إلى السّماء، وكان كثيرا ما يرفَعُ رأسَهُ إلى السّماءِ لأنها قِبْلَةُ الدعاءِ ومَهْبِطَ الرحَماتِ والبركاتِ، لا أنّ الله يَسكُنُ فيها . لأنه تبارك وتعالى لا يحويهِ مكانٌ ولا تُحيطُ بهِ جِهَةٌ، بل هو الذي ليس كمِثلِهِ شئ، ثم قال صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأصحابِه: " النُجومُ أمَنَةٌ للسماءِ فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما توعَد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي فإذا ذهَبْتُ أتى أصحابي ما يوعَدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأُمتي فإذا ذهبَ أصحابي أتى أُمتي ما يوعَدون " والأَمَنَةُ بمعنى الأمْنُ والأمان، ومعنى قولُهُ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: " النجومُ أمَنَةٌ للسماءِ فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما توعَد " أي أن النُجومَ ما دامتْ باقِيةٌ في السّماءِ فالسّماءُ باقِية، فإذا انكدَرَت النُجوم أي تناثرَت وتساقطَت ولم يبْقَ لها ضوءٌ وذلك في يومِ القِيامَةِ، وهنَت السّماءُ فانْفَطَرت وانْشقَّت وذهبَت، وقولُه: " وأنا أمَنَةٌ لأصحابي فإذا ذهَبْتُ أتى أصحابي ما يوعَدون " أي أنا أمْنٌ لهم مِن حُصولِ الفِتَنِ والحُروبِ بينَهُم وارْتِدادِ مَن ارتَدَ عن الإسلام مِن الأعرابِ واختِلاف القُلوبِ وتغَيُرِها، وقد وقعَ كُلُ ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وقوله صلّى الله عليهِ وسلَّم: " وأصحابي أمَنَةٌ لأُمتي فإذا ذهبَ أصحابي أتى أُمتي ما يوعَدون " معناهُ هُم أمْنٌ مِن ظُهورِ البِدَعِ المُخالِفَةِ للدّين، والفِتَنِ فيه، وطُلوعِ قَرْنِ الشيطان، وظُهورِ الرّومِ وغيرِهِم مِن الأعداءِ عليْهِم، وانتِشارِ الفسادِ ومَنْ يُخالِفُ الدّينَ باسمِ الدّين، وقد وقعَت كلُ هذه الأُمورِ كما أخْبرَ الصّادِقُ الأمينُ عليه أفضلُ الصلاةِ وأتَمُ التَسليم.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن وأن يجعلنا من الذين اعتصموا بحبل الله وتمسكوا بنهج رسوله صلى الله عليه وسلم ونسأله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الشرور إنه على كل شئ قدير.
وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مع تحياتي لكم ... أبو هيثم
نقلتها لكم للفائدة عن الشيخ خالد المشاقبه حفظه ربي من كل سؤ

شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: