المتابعون

الأحدث

القائمة

من معاني حُسْنِ الخُلُقِ


حُسْنُ الْخُلُقِ
قال الإمام المحدّث الشيخ عبد الله بن يوسف رحمات الله عليه : 
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "خَصْلَتَانِ مَا إِنْ تَجَمَّلَ الْخَلاَئِقُ بِمِثْلِهِمَا حُسْنُ الْخُلُقِ وَطُوْلُ الصَّمْتِ" روَاهُ عبدُ اللهِ بن محمد أبو بكر بن أبِي الدنيا القرشيّ فِي كِتَابِ ( الصَّمْتِ )
حُسْنُ الْخُلُقِ المذكورُ فِي هذا الْحَديثِ عِبَارَةٌ عَنْ ثلاثَـةِ أُمُوْرٍ:
1.       كَفُّ الأذَى عَنِ النَّاسِ
2.       وتَحَمُّلُ أذَى النَّاسِ
3.       وأنْ يَعْمَلَ الْمَعْرُوْفَ معَ الذِيْ يَعرِفُ لَهُ إحسانَهُ ومَعَ الذِيْ لاَ يعرِفُ لَهُ
وَمَنْ نَالَ حُسْنَ الْخُلُقِ فقَدْ نَالَ مَقَامًا عَالِيًا، فقَدْ يَبْلُغُ الرَّجُلُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ القَائِمِ الصَّائِمِ، أَي الذِيْ لاَ يَتْرُكُ القيامَ فِي جوفِ اللَّيلِ ولاَ يَتْرُكُ صيامَ النَّفْلِ.  
وَرَوَى البيهقيُّ فِي كتابِ ( الآدَابِ ) أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أَنَا زَعِيْمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبْضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ : تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا
وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ : تَرَكَ الكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا
وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ : حَسَّنَ خُلُقَهُ                     
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ" مَعْنَاهُ :
أنَّ الرَّسُوْلَ صلى الله عليه وسلم كَافِلٌ وَضَامِنٌ بِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلقَهُ
وحُسنُ الْخُلُقِ هو : أن يُحسِنَ إِلَى النَّاسِ، فَيَبْذُلُ معروفَهُ مَعَ النَّاسِ الذِيْنَ يعرِفُوْنَ له مَعْرُوْفَهُ وَالذِيْنَ لاَ يعرفُوْنَ لَهُ،
لاَ يَجعَلُ معروفَهُ خاصًّا بِالذِيْنَ يُعَامِلُوْنَهُ بِالْمِثْلِ لا، فَيَعُمُّ بِخَيْرِهِ مَنْ يعرِفُ لَهُ وَمَنْ لاَ يعرِفُ
لأنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يشتمِلُ عَلَى ثلاثةِ أُمُوْرٍ هي:
·                الأَمْرُ الأول أَنْ يَبْذُلَ معروفَهُ أي إحسَانَه لِمَنْ يَعمَلُ معه بِالمثل ومَنْ لاَ يعمَلُ معَه بِالْمِثْلِ،
هذَا الَّذِيْ لَهُ هذا الفضلُ عندَ اللهِ أن يُعطِيَهُ الله بَيْتًا فِي أعْلَى الْجَنَّةِ.
·                وَالأَمْرُ الثَّانِي أن يتحَمَّلَ أَذَى النَّاسِ أيْ يصبِرَ عَلَى أذَاهُمْ
·                والأَمْرُ الثَّالِثُ هُوَ أن يَكُفَّ أذَاهُ عَن النَّاسِ ولاَ يُؤْذِيْهِمْ.
·                 
وهذهِ الْخِصَالُ كلُّها كانت موجُودَةً فِي أنْبِيَاءِ اللهِ تبَارَك وتعالَى الذِيْنَ كَانُوْا قُدْوَةً لِلنَّاسِ،
فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى حُسْنَ الاقتِدَاءِ بِهِمْ.
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم

شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: