كيف يكون صيامك مقبولا ؟؟
بقلم الدكتور خالد الملكاوي حفظه الله تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وعلى ءاله وأصابه الطيبين الطاهرين وبعد،
يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) سورة البقرة آية 183
يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) سورة البقرة آية 183
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري .
إخوة الإسلام، إن الصيام كغيره من العبادات له شروط وفرائض ومبطلات
يجب على الصائم أن يتعلمها حتى يكون صيامه صحيحا مقبولا عند الله سبحانه وتعالى .
ثبوت رمضان
صوم رمضان واجب لأنه أحد أعظم أمور الإسلام الخمسة وهو أفضل الشهور وإنما يجب الصوم باستكمال شعبان ثلاثين يوما أو برؤية شخص عدل الشهادة هلال رمضان بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان، قال ابن عابدين الحنفي في كتاب
( رد المحتار على الدر المختار ) الجزء 2 ص 387 ما نصه :
ولا عبرة بقول المؤقتين أي الذين يعتمدون الحسابات الفلكية
وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيتموه (أي الهلال) فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" رواه البخاري
شرائط وجوب الصيام
شرائط وجوب الصيام
1. الإسلام : فلا يصح الصيام من الكافر الأصلي ولا من المرتد، ولا يقبل
منهما لأن الإيمان شرط لقبول الأعمال الصالحة .
2. البلوغ : فلا يجب على الصبي لأنه ليس مكلفا، لكن يجب على الأبوين أن
يأمراه بالصوم بعد سبع سنين إن أطاق جسمه وتحمل
3. العقل : فلا يجب على المجنون ولا قضاء عليه
4. القدرة على الصوم : حسا وشرعا، فلا يجب أداؤه على من كان لا يطيقه
حسا كالعجوز الفاني مخافة التلف والموت
وكذلك المريض الذي يضره الصوم، أو لا يطيقه شرعا كالحائض أو النفساء، ويحرم عليهما الإمساك بنية الصيام، ولا يجب عليهما تعاطي مفطر
ويجب على الحائض والنفساء وعلى كل من أفطر لعذرٍ أو غيره القضاء، إلا من أفطر لكبرٍ أو مرضٍ لا يرجى برؤه فإنه ليس عليهما إلا الفدية .
الرخصة في الفطر
يجوز الفطر في صوم الفرض بأسبابٍ منها :
· السفر إلى مسافة قصر وإن لم يشق عليه الصوم ويلزم المسافر القضاء
· الحمل والإرضاع إذا خافت الحامل والمرضع على نفسيهما ويلزمهما في هذه الحال القضاء فقط أما إن خافتا على الولد أن يجهض أو يقل اللبن فيتضرر فيلزمهما القضاء والفدية، وهي مد لكل يوم من غالب قوت البلد
فرائض صوم رمضان
1. النية : وتكون بالقلب، ولابد فيها من التبييت أي إيقاعها ليلا فيما بين
غروب الشمس وطلوع الفجر لكل يوم من رمضان لحديث:
" من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له " رواه الإمام أحمد
وعند بعض الفقهاء يكفي من صام كل الشهر من غير انقطاع أن ينوي في ليلة اليوم الأول منه عن جميع أيام رمضان فيقول بقلبه:
"نويت صوم ثلاثين يوما عن شهر رمضان هذه السنة"
ويجب كذلك في النية التعيين أي تعيين الصوم المنوي بالنية أنه من رمضان
قال العلماء : كمال النية في رمضان أن يقال :
"نويت صوم غد عن أداء فرض رمضانِ هذه السنة إيمانا واحتسابا لله تعالى"
2. الإمساك عن المفطرات وهي :
الأكل والشرب : وإن قل المأكول كسمسمة والمشروب كقطرة ماء أو دواء عند التعمد فإن أكل ناسيا لم يفطر لقوله عليه الصلاة والسلام : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه " رواه البخاري
وصول عينٍ من الظاهر إلى الجوف : من منفذ مفتوح أي إدخال كل ما له
حجم إلى الرأس أو البطن من منفذ مفتوح كالفم أو الأنف أو القُبُل أو الدبُر، أو
كانت تلك العين قليلة كحبة سمسم ولو كانت مما لا يؤكل كحصاة فمن تناول
عينا فدخلت إلى جوفه من منفذ مفتوح عالما بأن ذلك حرام متعمدًا لا ناسيا مختارًا
لا مكرها بالقتل ونحوه أفطر، فالقطرة في الأنف والأذن مفطرة وكذلك الحقنة في
القُبُل أو الدبر.
وعلى قول في المذهب الشافعي القطرة في الأذن لا تفطر
أما القطرة في العين فهي غير مفطرة وكذلك الإبرة في الجلد وفي الشريان لا تفطر
الجماع : فمن أفسد صوم يومٍ من رمضان ولا رخصة له في فطره بجماعٍ عالما متعمدًا مختارًا فعليه الإثم والقضاء والكفارة وهي على الترتيب:
· عتق رقبة مؤمنة
· فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين
· فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا أي تمليك كل واحد منهم مدًا من غالب قوت البلد
الاستمناء : وهو إخراج المني بغير الجماع فهو مفطر سواء كان بيد نفسه
أم بيد زوجته أم بسبب القبلة أم المضاجعة بلا حائل، أما من نام فاحتلم فلا يبطل صومه . والاستمناء ( محرم في رمضان وغيره )
الاستقاءة : أي القيء فمن أخرج القيء بطلب منه بنحو إدخال إصبعه فإنه يفطر مع العلم بالتحريم والتعمد والاختيار سواء عاد شيء إلى الجوف أم لا
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " من ذرعه (أي غلبه) القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض " رواه أبو داود
بخلاف قلع النخامة من الدماغ أو من الباطن ثم لفظها من فيه فإنه لا يفطر وفي ذلك فسحة للناس
الردة : إن استمرار إيمان الصائم شرط لصحة صيامه، والكفر مبطل للصيام.
فمن وقع في الكفر وهو صائم فَسَدَ صومه وعليه العود فورًا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإمساك بقية النهار احتراما للصيام ثم قضاء هذا اليوم بعد رمضان.
سواء كان هذا الكفر قوليا كمن يسب الله أو يسب نبيا من الأنبياء أو ملكا من الملائكة أو يستهزىء بالصلاة أو الصيام أو أحكام الدين.
أم فعليا كمن يرمي المصحف في القاذورات أم اعتقاديا كمن يعتقد أن الله جسم
أو ضوء أو روح أو أنه يسكن السماء أو أنه جالس على العرش
تعالى الله عن ذلك .
أو ينكر فرضية الصلاة أو الصيام أو يستحل شرب الخمر .
فيجب على المسلم الثبوت في الإسلام على الدوام في رمضان وغيره .
ويستحب في الصيام أشياء منها :
تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم:
تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" رواه البخاري.
ويستحب أن يقول الصائم بعد الإفطار اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت
تأخير السحور إلى ءاخر الليل أي قبيل الفجر ولو بجرعة ماء
كما يندب كثرة الجود وصلة الرحم وتلاوة القرءان والاعتكاف في المسجد
لا سيما في العشر الأواخر من رمضان، وأن يفطِّر الصائمين.
وإن شتمه سفيه فليقل إني صائم .
ويتأكد في حق الصائم صون لسانه عن الغيبة والنميمة والبهتان وشهادة الزور وشتم المسلم بغير حق وغير ذلك من الأمور المحرمة ليكون صيامه كاملا
وليعلم أن الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى أهون من الصبر على عذابه.
وليكن لكم في شهر رمضان محطة للتزود بصالح الأعمال فإنّ خير الزاد التقوى
هذا … وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد إفطاره:
"ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى
الحمد لله الذي أعانني فصُمْتُ ، ورزقني فأفطرت
اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك السميع العليم"
والله تعالى أعلم وأحكم .
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق