المتابعون

الأحدث

القائمة

من حقوق الزوج على زوجته

من حقوق الزوج على زوجته, حقوق, حقوقه, الزوج, الزوجة, أواصر, المحبة الرحمة, العطف, السكينة, سورة, الروم, النساء, العاقلة, الرصينة, المرأة, زوجها, الاست

 

أعظم الناس حقا على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقا على الرجل أمه

مع انتشار وسائل التواصل، وسهولة الوصول لأي مسلسل تركي أو مصري، وحتى لبناني!! فضلا عن البرامج الأجنبية المليئة بالفساد وقلة الأدب وتحريض الزوجة على زوجها خصوصًا، وتحريض المرأة عمومًا على المجتمع!! كثرت المشاكل في البيوت الزوجية،  وكثرت الزوجات اللواتي يُهملن حقوق أزواجهن!! وخاصةً بأمر افترضه الله على الزوجات ألا وهو "الاستمتاع" في الوقت الذي يريده الزوج!!

فصرنا نسمع عن هجران الزوجة لفراش زوجها بغير عذر شرعي!! وبعضهن لا يقتصر أمرهن على أن تدير ظهرها لزوجها، بل أصبحت لا تلقي له بالاً ولا تهتم به!!  وكأنه رجل غريب لا حقوق له عليها!! فحصلت المشاكل والخلافات، وأكثرها تكون الزوجة هي السبب للنكد والتعاسة والحزن لدى الزوج، بما أقدمت عليه من تقصير وإهمال بحقه، وهي السبب في النتائج المضرة والمؤذية على حياتهما الزوجية، بما اقترفت، فأصبحت بما أقدمت عليه: زوجة فاسقة عاصية لربها في عدم مرضاة زوجها!!

 

هذا ومن المعروف بوضوح تام، أن بناء المجتمع يبدأ من أصغر وحدة تنظيمية فيه، وهي (الزوج والزوجة) ولهذا جعل الله عز وجل (العلاقة بينهما) قائمة على أسس حدّدها الشرع، مبنية على المودة والعطف والسكينة والرحمة بينهما، وحتى تشتد أواصر المحبة والرحمة بين الزوجين، ويتعاونا على إدارة (حياتهما ضمن الوحدة التنظيمية الزوجية العامة والخاصة) وعلى ما يُرضي الله تعالى ورسوله  ولكي يبقى بيت الزوجية سعيدًا ثابت الدعائم قوي البنيان، غير مهدد بالسقوط والانهيار والفشل والضياع!! كان لا بد من أنظمة وقوانين وقواعد تضبط سير العلاقة التنظيمية بين الزوج والزوجة ومنع انهيارها وسقوطها بسبب الجهل وعدم الالتزام والتقيد بالقوانين والأنظمة الشرعية، فلا يخفى على العقلاء ما يترتب على انهيار البيت الزوجي من نتائج مضرة ومؤذية على الزوجين والأولاد خصوصا، وعلى المجتمع عموما.

 

ولن يجد الباحثون مهما صرفوا من جهد، ومهما تبحروا وغاصوا في كتب ومراجع القوانين الوضعية، ما يضبط حسن العلاقة التنظيمية بين الزوجين، لن يجدوا مبتغاهم إلا بما جاء في القرءان العظيم والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال وشروحات العلماء، ففيها الخلاص والصواب.

ولقد ورد الكثير مما يحض ويؤكد على حق الزوج على زوجته، ((وسأقتصر في مقالي هذا على القليل منها))

قال الله تعالى:

     ﴿ومن ءاياته أنْ خَلَق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إنَّ في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون﴾ (سورة الروم ءاية 21)

من حقوق الزوج على زوجته

 


     ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ (سورة النساء ءاية 34)

 

الرجال قومون على النساء

     قال النبي العظيم  ﴿أعظمُ الناس حقًّا على المرأة زوجها﴾

أعظم الناس حقا على المرأة زوجها

 

     وقال ﴿أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة﴾. الله أكبر كيف اقترن دخول الزوجة إلى الجنة ((برضى زوجها عليها))

أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة

 

     وقال  ﴿لو كنتُ ءامرًا أحدًا أن يسجد لأحد (أي سجود تحية) لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها﴾.

 

لو كنتُ ءامرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها

     وقال النبي  ﴿إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح﴾

 

إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة

     وقال ﴿إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التَّنُور﴾ (والتنور هو الذي يخبز فيه الخبز).

إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التَّنُور

 

     وقد ورد عن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ﴿قلت يا رسول الله من أعظمُ الناس حقًا على الرجل؟ قال: أمُّه، قلت من أعظم الناس حقًّا على المرأة؟ قال: زوجها..﴾

 

     هذا وقال الرسول العظيم  ﴿لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قَاتَلَكِ الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يُفَارِقَكِ إلينا﴾.

 

لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قَاتَلَكِ الله

وجميع علماء الأمة الإسلامية فهموا مما ورد في القرءان الكريم والأحاديث النبوية، أن أسس الآداب والأخلاق التي ينبغي أن تبنى عليها العلاقة بين الزوجة مع زوجها، والتي تصب في طاعة الله تعالى ورسوله  هي ((حسن معاشرة الزوجة لزوجها، ومعاملته بحلو الكلام وجميل الأفعال والحركات)) نعم.. فحتى بالحركات ينبغي أن تحتاط الزوجة مع زوجها بحيثُ لا يصدر منها حركة تؤذيه بها!! فالزوجة العاقلة الرصينة هي التي تلتزم شرع الله بتأدية حقوق زوجها عليها، لأن حق الزوج على زوجته عظيم عند الله تبارك وتعالى.

 

ومن جملة حقوق الزوج على زوجته والتي يجب أن تراعيها وتحسن تدبيرها:

واجب على المرأة


1.    لا تمنعه حقَّه من الاستمتاع بها إلا إن كانت معذورة شرعًا ((كأن كانت في الحيض، أو النفاس مثلا))

 

فمن هنا يظهر أن حق استمتاع الزوج بزوجته ضمن حدود الشرع، هو من أهم حقوق الزوج على زوجته، فاهتمام المرأة بحاجة زوجها إليها في فراشه، سبب مهم وعظيم جدًا لسعادة الزوجين، والعكس صحيح!! فإهمال الزوجة لهذا الحق لهو سبب أساسي للنكد والشقاق بينهما، وكثيرًا ما يؤدي هذا الامتناع إلى انهيار الحياة الزوجية، وبالتالي إلى الطلاق والضياع.

 

2.    واجب على الزوجة أن تتزين لزوجها إن طلب منها التزين للاستمتاع! فعليها أن تتطيب له وتتزين كما يحب منها ويرضى، ففي طلبه صار تزينها وتطيبها واجبا، وعليها أن تطيعه في ذلك، فإن امتنعت عصت.

 

3.    يجب على الزوجة ألا تُدخل أحدًا إلى بيت زوجها إلا بإذنه.

 

4.    يجب على الزوجة ألا تصوم تطوعًا (أي غير الفرض) إلا بإذنه. ولهذا قال النبي العظيم  ﴿لا يحلُّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي حاضر) إلا بإذنه﴾. والمقصود بالحديث صيام النفل، وليس الفرض.

 

5.    واجب على الزوجة ألا تخرج من بيت زوجها، ولا تسافر إلا بإذنه.

 

6.    يجب على الزوجة أن تقدّم حق زوجها على حق سائر أقاربها، لأن حقّه عليها عظيم عند الله تعالى، فإن أمرها أهلها بشىء، وأمرها زوجها بشىء آخر مما ليس فيه معصية، فواجب عليها أن تطيع زوجها ولا تطيع أهلها، وهذا هو معنى قوله عليه الصلاة والسلام ﴿أحق الناس بالمرأة زوجها﴾ وقد روي عن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ﴿قلت يا رسول الله من أعظمُ الناس حقًا على الرجل؟ قال: أمُّه، قلت من أعظم الناس حقًّا على المرأة؟ قال: زوجها..﴾

 

7.    يجب على الزوجة ألا تتأفف ولا تتسخط ولا تكثر الشكوى (بفعل أو قول أو إشارة، تصريحا أو تلميحا) لضيق المعيشة، أو ضعف الحال المالي، فتؤذي زوجها بكلامها وتكسر قلبه وخاطره (هذا حرام عليها) بل المطلوب منها شرعًا أن تُظهر له الرضا والقناعة بالمقسوم من الرزق، وتُقدّر تعبه في تحصيله للمال، ولا تطلب منه فوق الحاجة المفروضة عليه شرعًا.

فالمرأة الصالحة العاقلة التي تبتغي رضا الله، تبتعد بكل ما أوتت من قوة عن الحرام، وتصبر على القلة وترضى بالمقسوم.

 

8.    حرام على الزوجة أن تتفاخر على زوجها بجمالها إن كان أقل منها جمالا، فلا يجوز أن تزدريه، وإن كان قبيحًا!! حرام عليها.

 

9.    ولا يجوز للزوجة أن تتباهى عليه بمالها وحسبها إن كانت ثرية ذات مال وحسب.

 

10.  ومن حق الزوج على زوجته ألا تفشي سره الذي ائتمنها عليه، ولو لأقرب أقربائها.

 

11.  ومن حق الزوج على زوجته أن تكون مشفقة على أولاده وأولادهما، راعية لهم بالتربية الإسلامية التي يحبها الله تعالى ورسوله  فلا تؤذيه بضرب أولاده بغير وجه حق، ولا تحرمهم ظلما، لتعطي أولادها!! ومثل هذا يحصل كثيرًا عندما يكون لكل من الزوجين أولادًا من زواج سابق!!

12.  يجب على الزوجة أن تحفظ لسانها وجوارحها عن كل ما يؤذي زوجها، ومن أكثر ما تفعله الزوجة، صراخها ورفع صوتها في وجه زوجها، فتكلمه وكأنه رجل غريب معتد عليها!!

 

13.  كما يجب على الزوجة ألا تُهين زوجها بكلام مهين فتقول له مثلا: أنت "ثقيل الفهم، أنت لا تفهم" ونحوها من الألفاظ والعبارات التي يتأذى به الزوج وينكسر قلبه وخاطره.

 

14.  يجب على الزوجة الانتباه الشديد من أن تقع في النشوز!! فكل ما يؤدي إليه حرام عليها أن تفعله أو أن تقوله، فالنشوز يحصل بالفعل كما يحصل بالكلام!! والنشوز هو الارتفاع، فالمرأة الناشز هي المرتفعة المترفعة على زوجها، التاركة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له.

قال تعالى: ﴿واللاتي تخافون نشوزهن﴾

فإن حصل من الزوجة نشوزًا، فليبادر الزوج وكل محب للزوجة بنصحها وتخويفها عقاب الله في عصيانه بما أقدمت عليه، وتذكر وتنبّه بأن الله قد أوجب حق زوجها عليها وطاعته، وحرّم عليها معصيته، ويعاد على سمعها ما للزوج من الفضل والإفضال.

واللاتي تخافون نشوزهن


ومن عظيم ما ورد عن رسول الله  عن مكانة الزوج لدى الزوجة قوله ﴿لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها﴾

 

15.  ومما يحرم على الزوجة أن تنكر فضل زوجها وإحسانه عليها، والإحسان ظاهر من الطرفين (الزوج والزوجة) فالزوجة العاقلة تحجم وتبتعد عن نكران فضل الزوج وجميله وإحسانه عليها، وهذه خصلة مهمة جدًا في استقرار الحياة الزوجية، ولا تراعيها من النساء المتزوجات إلا القلة القليلة!! فالكثير من النساء ينكرن إحسان الزوج لأدنى إساءة تبدر منه، ولهذا كانت النساء أكثر أهل النار كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام، بروايات معناها ((أنَّ الله تبارك وتعالى أرى النبي  أن النساء أكثر أهل النار)) فسُئِل عليه الصلاة والسلام من قِبَلِ بعض الصحابيات عن السبب، فأجاب عليه الصلاة والسلام ﴿لأنكن تكثرن اللعن وتَكْفُرْنَ العشير﴾ ومعناه: أي تتلفظن باللعن كثيرًا (كلعن أولادهن أو أزواجهن) ويَكْفُرْنَ العشير (والعشير هنا هو الزوج) أي يُنْكِرْنَ فضل ونعمة الزوج وإحسانه، ويقللن فعل الإحسان والجميل من الزوج!! وهذا واقع مشاهد من الكثير من الزوجات، وقد بيّن الرسول الأعظم هذه الخصلة البشعة عند الكثير من النساء، فقال: ﴿فلو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك سوءً قالت: ما رأيت منك خيرًا قَطُّ!!﴾.

 

وأختم مقالتي بالآتي:

كوني أيتها الزوجة ركيزة فعالة في بناء المجتمع النافع، وكوني أمًا صالحة وزوجة مطيعة، تعرف حق زوجها عليها فتؤديه، وتعرف فضله وإحسانه عليها فلا تنكره، والتزمي قول الله تبارك وتعالى {ولا تنسوا الفضل بينكم}.

 

ولا تنسوا الفضل بينكم

ونصيحتي لابنتي الحبيبة والوحيدة، ولكل زوجة مستعدة للتغير نحو الأحسن، لترتاح في التعامل مع زوجها، أقول: التزمي نصيحة العلماء الأجلاء، حيث أحدهم قال ناصحا ومعلما المرأة في كيفية التُكلّمُ والتعامل مع زوجها، وكيف تحسن صحبته وعشرته، فقال لها: قفي أمامه وكلميه وكأنك أمام مَلِكٍ عظيم.

قفي أمام زوجك وكلميه وكأنك أمام مَلِكٍ عظيم

================= 

أخيرًا أختم بجميل كلام الحبيب المصطفى  إذ قال: ﴿لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قَاتَلَكِ الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يُفَارِقَكِ إلينا﴾.


لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

#محمد_الجنَّان

أبو هيثم


شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: