تحية عطرة، وصلتني هذه القصة المؤثرة، فأعجبتني ووجدت فيها عبر، فأحببت مشاركتكم بها، لعلكم مثلي تجدون فيها ما يعجبكم.
ذكر أحد الرواة، أنه في قديم الزمان، خرج أحد الملوك يتنزه، فرأى فلاحًا يحرث الأرض بنشاط وسعادة وهمة عالية، والسرور والفرح ظاهرين عليه، فاقترب منه الملك وسأله:
أراك مسرورًا فرحًا مقبلا على عملك، فهل هذه الأرض أرضك؟
فقال الفلاح:
لا يا سيدي، أنا أعمل فيها بالأجرة، أربعة قروش كل يوم
قال الملك:
وهل تكفيك هذه القروش الأربعة؟
قال الفلاح:
نعم وتزيد ولله الحمد والشكر على هذه النعمة، وأنا أنظر بعين الرضى والقناعة بما قُسم لي، ولهذا عملت نظامًا لأصرف هذه القروش على وجهٍ يُرضيني ويرضي ربي الذي خلقني ورزقني.
· فقرش أصرفهُ على عيشي
· وقرش أُسددُ به ديني
· وقرش أُسلفه لغيري
· وقرش أُنفقهُ في سبيل الله
وبهذا … أكون قد وجدتُ طريقًا لأصرف القروش الأربعة، على الوجه الذي ذكرته لك سيدي الملك
قال الملك متعجبًا وآثار الدهشة بادية على وجهه: هذا لغز لا أفهمه!!
قال الفلاح:
إن شئت سيدي الملك، أُبين لك كيف أُنفق مالي الذي رزقني إياه خالقي، على الوجه الذي يرضيه؟؟
قال الملك والحماسة ظاهرة على محياه:
نعم أخبرني، علني أتعلم منك شيئًا لا أعرفه
قال الفلاح: حاضر
1. القرش الذي أصرفهُ على عيشي
· فهو ما أعيش منه أنا وزوجتي
2. وأما القرش الذي أُسددُ به ديني
· فهو ما أُنفقهُ على أبي وأُمي
3. وأما القرش الذي أُسلفهُ لغيري
· فهو ما أُنفقهُ على أولادي أُربيهم وأُطعمهم
· وأكسوهم حتى إذا كبروا يردون الدَّين إليَّ
4. أما القرش الذي أُنفقهُ في سبيل الله
· فهو ما أُنفقهُ على أُختين مريضتين.
أُعجب الملك كثيرًا بُحسن تفكير وتدبير هذا الفلاح الفقير، وكيفية تخطيطه لمستقبله في الدنيا والآخرة معًا، ودعا له بالخير، ثم تركه ومشى مفكرًا بأمر الرعية.
أتمنى أن تكون أحداث هذه القصة قد نالت إعجابكم
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
راجيًا دعائكم
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق