مع اقتراب
انتهاء العام، جلس الزوج في مكتبه ممسكًا بقلمه وكتب حزينًا:
وفي نهاية
الصفحة كتب: يا لها من سنة سيئة للغاية!!
وقبل قيامه عن
مكتبه، دخلت عليه زوجته ولاحظت شروده وحزنه، فاقتربت منه ومن فوق كتفه قرأتْ ما
كتبَ، فلم تعلق وتركتْ الغرفة بهدوءٍ من دون أن تقول له شيئًا.. لكنها وبعد عدة
دقائق، عادت إلى المكتب فأمسكت بيدها ورقة فارغة ووضعتها بهدوء وبغاية اللباقة واللياقة
الأنثوية المُجدية، قرب الورقة التي كتبها زوجها ليراها بنفسه.. وهذا الذي حصل..
وحين رأى ورقة زوجته وقرأ الأسطر التي كتبتها، وجاء فيها: زوجي الحبيب، تذكّر
أنه في السنة الماضية حصل في حياتك الأمور التالية:
وختمت الزوجة
كلماتها قائلة: يا لها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت على خير..
العبرة من هذه
القصة: مع كون الأحداث التي
كتبها الزوج والأحداث التي كتبتها الزوجة جرت بنفس السنة وفي نفس البيت ومع نفس
الشخص، ولكن هناك فرق كبير بنظر كل واحد منهما لما جرى، فالزوج نظر وتذكر الأمور
المحزنة، وزوجته نظرت وتذكرت الأحداث المُفرحة والسعيدة، فأكثر الناس ينظرون إلى
الأمور المحزنة وينسون الكثير من النِعم التي يتمتعون بها!! لذلك لا يشكرون الله
على نعمه الكثيرة كما ينبغي إلا من رحم ربي، ودائمًا ينظرون إلى ما سُلِبَ منهم!!
ولا ينظرون إلى الكثير مما يملكون، لذلك يُقصّر أكثرهم في حمده تعالى على ما
أعطاهم!!! قال تعالى: ﴿وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على النَّاسِ ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرون﴾ |
لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
وكتب #محمد_الجنَّان_أبو_هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق