«الوعدُ» وأهمية تأديته والوفاء به..

يُعتبر #الوعد تصريحًا صادرًا عن شخصٍ يتعهّد فيه بفعلٍ أو الامتناع عن فعلِ شيءٍ معيّن، وعندما لا يفي الشخص بوعده «تقصيرًا» يشعر الآخرون أنّهم موضع عدم تقدير بالنسبة له، ويُدركون أنّ ليس بإمكانهم الاعتماد عليه، أمّا الشخص نفسه فسيُدرك أنّه بإخلافه للوعد مع القدرة فهذا معناه أنه لا يُقدّر ما يصدر عنه من كلماتٍ، ولا يحترم نفسه. وبالمقابل: ينتج عن المحافظة على الوعود والالتزام بها بين الناس إلى ندرة الخلافات والنزاعات فيما بينهم، وإضفاء جوٍّ من الثَّقة في المجتمع.. فلا ينبغي أن نعد بشىءٍ من غير أن نكون مُتأكدين تمام التأكيد بأننا قادرون على الوفاء به.. وفي النهاية لا يحصل إلا ما قدّره الله عزّ وجلّ..   فالوفاء بـ #الوعد أساس لقوام أمور الناس: فالتعاون بينهم لا يتم إلا بالتزامهم بالعهد والوفاء به، ولولاه لتنافرت القلوب واضطربت معيشة البشر..   القصة: يُروى أن ملكًا كان بطريقه إلى قصره في ليلة شديدة البرودة، فرأى حارسًا عجوزًا من حراسه واقفًا بملابس رقيقة، فاقترب منه الملك وسأله: ألا تشعر بالبرد؟ فرد الحارس: نعم يا سيدي أشعر بالبرد، ولكنّي لا أمتلك لباسًا دافئًا يقيني منه!! ولهذا، لا بد لي من التَّحمّل والصّبر.. فقال له الملك: الآن سأدخل إلى القصر وأطلب من أحد المساعدين أن يأتيك بلباسٍ دافئٍ..   فَرِحَ الحارس بوعد الملك وأحسَّ بالدّفء قبل حصوله على الّلباس!! ولكن ما أن دخل الملك قصره حتى نسيَ وعده إهمالًا!!!!   وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة!! وإلى جانبه ورقة كَتَبَ عليها بخطٍ مُرتجفٍ:

العبرة من القصة: حتى نعرف بأن وعودنا للآخرين قد تعني لهم أكثر ممَّا نتصور ونعتقد، وقد تعني لبعضهم حياة بأكملها... فلا ينبغي أن نخلف وعدًا قطعناه لأحدٍ ونحن قادرون على الالتزام به إذ، لا ندري ماذا نهدم وينهدم بعدم تنفيذنا لوعدنا عند من نعدهم..   اللهم اجعلني وزوجتي وأولادي وإخوتي وأخواتي ممّن يعدون ويفون بوعودهم..

لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

وكتب #محمد_الجنَّان,_أبو_هيثم