المتابعون

الأحدث

القائمة

#الزوجة مجموعة أشخاصٍ في شخصٍ واحدٍ..

الزوجة,الطبيب,الرجل,ضغط العمل,الروتين,الأولاد,البيت,المنزل,زوجتي,وظيفة,أطفالك,أولادك,وظائفهم,المدرسة,وصفة,

#الزوجة نبع معطاء من الجهد والتعب والحب والرعاية لكل من حولها، وخاصة لزوجها وأولادها.

 

الزوجة هي التي تتعب من غير أن يشعر بها الكثيرون!!! ولا حتى أقرب المقربين إليها.

فينبغي على الزوج أن يكون عونًا لها، ولا يكن ثِقلًا عليها.

وعلى الابن أن يكون بارًا بها، مُطيعًا لها في كل ما تطلبه منه، وإن كان مكروهًا.


وهذه القصة من واقع الحياة الزوجية التي يعيشها الكثير الكثير من المتزوجين!!

يُحكى أن رجلا متزوجا قصد طبيبه النفسي ليشكو له حاله وأزمته النفسية ومعاناته من روتين عمله، طالبا المساعدة للخروج مما يعانيه، خاصة أنه لا يعرف لها سببًا!!

فدار بين الاثنين الحوار التالي:

-     الطبيب: تفضل أخبرني ما هي مشكلتك؟

-     الزوج: والله تعبت يا دكتور من ضغط العمل والروتين اليومي الذي يتكرر معي على مدار الأيام.

-     الطبيب: ما هي وظيفتك ودوام عملك؟

-     الزوج: أنا محاسب أتعامل مع الأرقام، وأعمل 6 ساعات في اليوم، ما عدا يومي السبت والأحد.

-     الطبيب: ما هي وظيفة زوجتك، ودوام عملها؟

-     الزوج: زوجتي!! لا تعمل، فهي قائمة فقط على أعمال ومُتطلبات المنزل. ((قال كلامه بنبرة تدل على التقليل))

-     الطبيب: كم ولد لديكم، وما هي أعمارهم؟

-     الزوج: لدينا 3 أولاد، صبي وبنتين، وأعمارهم: 7، 8، 9 سنوات.

-     الطبيب: من يوقظك وأبنائك كل صباح؟

-     الزوج: زوجتي

-     الطبيب: من يصنع لك ولأولادك طعام الفطور؟

-     الزوج: زوجتي، ﻷنها لا تعمل.

-     الطبيب: في أي ساعة تستيقظ زوجتك صباحًا، ومتى تستيقظ أنت؟

-     الزوج: زوجتي تستيقظ في الساعة الخامسة صباحًا، وأنا بعدها بساعتين.

-     الطبيب: مممم ولماذا هذا الفرق بينك وبينها في الاستيقاظ؟؟

-     الزوج: زوجتي تسبقني بالقيام من فراشها حتى تجهز الأولاد للمدرسة، وتُعد لهم طعام الفطور، كما أنها أيضا تحضر لي فطوري وشرابي الصباحي!!!

-     الطبيب: أيوا أيوا قلت بأن زوجتك تسبقك بالاستيقاظ بساعتين، لتجهز الأولاد، وطعام فطورهم، وتجهز أيضا لك فطورك وشرابك؟؟!!

-     الزوج يجيب بنبرة واثقة تدل على أن فعل زوجته غير مستغرب بقوله: نعم يا دكتور، هذا الواقع لأنها لا تعمل!!

-     الطبيب: من يوصل أطفالك للمدرسة؟

-     الزوج: زوجتي تأخذهم

-     الطبيب: ممممم، زوجتك توصل الأولاد، أيوااا وماذا تفعل زوجتك بعد توصيلهم إلى المدرسة؟ وماذا تفعل أنت؟

-     الزوج: تعود للبيت وتبدأ بأعمال المنزل المعتادة أو الطارئة، وتقوم بأعمالها بهدوء حتى لا أستيقظ قبل موعدي!!

وفي الموعد المحدد لاستيقاظي توقظني لنشرب معا الشاي أو القهوة، بحسب رغبة كل واحد منا!!!

-     الطبيب: طيب، هل تعرف ماذا تعمل زوجتك بعد خروجك من البيت؟؟

-     الزوج: لأن زوجتي بدون وظيفة، ولا تعمل خارج البيت!! فمن عادتها البدء بترتيب وتنظيف البيت، وبنفس الوقت تعمل على تحضير طعام الغداء، وتجمع الملابس المحتاجة للغسيل، وتغسلهم وإن بقي معها وقت تنشرهم، وبعدها تبدأ بتحضير متطلبات سفرة الغداء للأولاد، حيث اقترب موعد عودتهم من المدرسة!!

-        الطبيب: أيوا أيوا، طيب وفي غمرة أعمال زوجتك التي ذكرتها، أين تكون أنت؟؟

-        الزوج: بكل تأكيد أكون في عملي حتى الساعة الرابعة بعد الظهر.

-        الطبيب: طيب وحين عودتك من العمل، ماذا تفعل أنت؟ وماذا تفعل زوجتك؟؟

-        الزوج: أنا من عادتي بعد عودتي للبيت، آخذ قسطا من الراحة، إلى أن تجهز زوجتي الغداء، فنأكل معا كعائلة، ثم أستلقي بعده، وزوجتي «تُلمْلِمْ» من خلفنا ما أكلنا، ثم تجلس مع الأولاد لتتابع معهم وظائفهم المدرسية!!

-        الطبيب: أيوا أيوا، تقول بأن زوجتك «تُلمْلِمْ» خلفكم، ثم تلتفت للأولاد؟؟

-        الزوج يجيب بنبرة الواثق من أن تصرف زوجته طبيعي، نعم صحيح يا دكتور.

-        الطبيب: طيب وفي فترة المساء، ماذا تفعل أنت، وماذا تفعل زوجتك؟؟

-        الزوج: أجلس في الصالون أتصفح بعض الأفلام على اليوتيوب، وأسمع نشرة الأخبار على التلفزيون، وأراجع حساباتي على مواقع التواصل، وأحيانًا أشاهد فيلما إن كان يوافق رغبتي، وأتواصل مسايرا بعض الأصدقاء على وسائل التواصل..

-        الطبيب: وفي غمرة وأوج ما أنت فيه، أين تكون زوجتك؟ وبماذا تكون منشغلة؟؟

-        الزوج: زوجتي!! قالها بنفس النبرة التي تدل على أنها لا تعمل خارج البيت، ولهذا تكون مهتمة بتحضير طعام العشاء لي وللأولاد، فنأكل معًا، ومن بعده أجهز نفسي للنّوم، وأستحضر برنامج عملي لليوم التالي، وأما زوجتي «فتُلمْلِمْ» من بعدنا ما أكلناه وتنظف خلفنا، ثم تدخل المبطخ لتغسل الصحون، ومن المطبخ تعطي أوامرها للأولاد ليجهزوا أنفسهم للنّوم..

-        الطبيب: واﻵن أيها الأمير المحاسب!! (قالها الطبيب بنبرة تهكمية واضحة) من منكما يحتاج إلى علاج لترتاح نفسه، أنت أو زوجتك؟؟

من هو المحتاج للرّاحة من ضغط العمل، أنت أو هي؟؟

وهل الروتين اليومي للزوجتك، من الصباح الباكر، وقبلك بساعتين طيلة أيام الأسبوع السبعة!!

مقابل 6 أو 7 ساعات لك في عملك لـ 5 أيام فقط في الأسبوع!!

وتبقى زوجتك غارقة بأعمال البيت، لأجل رعايتك ورعاية أولادك، وتفعل كل هذا بحضورك وبغيابك، ولوقت متأخرٍ من الليل!!

فكل ما صرحت لي به بأنه من أعمال زوجتك، ولا شك عندي أن الكثير من أعمالها في بيتك، لم تُصرح به، لأنه ليس في بالك!!

جئت لعندي شاكيا لي تعبك وانزعاجك من روتين وضغط عملك، مُتسلحًا ومتمسكا بعبارة هي عندي أضعف من خيوط العنكبوت!! وهي قولك:

«زوجتي لا تعمل»

«زوجتي وبدون وظيفة»

«زوجتي ما عندها شي»

كأنك جئت لتقول لي:

زوجتي لا تتعب مثلي، وأنا الذي أتعب!!

زوجتي لا تشتغل مثلي، وأنا أشتغل

زوجتي ليست مثلي مضغوطة بالأرقام والحسابات، وأنا المضغوط!!

وفي الأخير، قال له الطبيب بنبرة جادة وحازمة: لا يا أستاذ، فمن حيث الظاهر زوجتك تعمل وتتعب أكثر منك، لكن الصمت رفيقها، والصبر صديقها، زوجتك يا أستاذ، مجموعة كاملة بشخص واحد!! فنصيحتي لك أيها الداخل إلى بيتك أميرا، وتخرج منه وزيرا، وتعامل فيه ملكا، وتقوم زوجتك على خدمتك وخدمة أولادك، وزوجتك التي بنظرك لا عمل لها خارج البيت!! غفلت حضرتك عن عظيم وكبير عملها داخل البيت!! لتستقر أنت في حياتك وترتاح!!

فيا أيها الزوج: كن رفيقا وعونا لها، ولا تكن عبئا عليها..

ولترتاح أكثر، ينبغي أن تعترف وتقدر جهدها وتعبها، مقارنة مع جهدك وتعبك، وتنظر لأعمالها بعين الرحمة والشفقة والمودة، فستجد حينها راحتك النفسية بهذه «الوصفة» المجدية والمفيدة..

واعلم علم اليقين أن من يشير عليك بغير ذلك، لن يكون منصفا لك، ولم منصفا لزوجتك.. سلامتك!!

لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

وكتب # محمد_الجنَّان_أبو_هيثم


شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

1 comments:

وكتبت السيدة حنان عميرات، حفظها الله:
للحقيقة سلّطت الضوء يا أبا هيثم بموضوعك هذا على شريحة من النساء المسلمات تتعرضن لهذه الضغوط النفسية والجسدية!! ولكنهن يلتزمن الصمت والرضا.
اللهم تقبّل اعمالنا وأعمالهنّ واجعلهم في ميزان حسناتنا وحسناتهنّ.

قال قائدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم: "ما أكرمهنّ إلا كريم وما أهانهنّ إلا لئيم" صدق رسول الله. ﷺ

للحقيقة كلام جوهري وعميق، وقصة من صميم الحياة، وسردك للقصة متماسك وسهل الفهم ومترابط،
بالإضافة إلى أسلوب الفكاهة الذي يضيف على القصة رونقاً وجمالاً (كأمم، أيوا أيوا)

جزاكم الله كل خير وجعلك المولى دائماً أنت وعائلتك الكريمة في حفظه ورعايته..

كلام رائع وإلى المزيد من التقدم والازدهار برافوووو.