يُحكى عن رجلٍ تزوج من امرأة من عائلته، وكان لدى
بعض أفراد العائلة مرض وراثي وهو {انخفاض السَّمع مع تقدّم العمر} ومع مرور الزّمن
شكّ الزوج في زوجته بأن سمعها بدأ ينخفض وأصبح ضعيفًا وليس كما كان في السّابق، فاستشار
الطبيب الذي قال له: (الأمر بسيط للغاية، وبه تتأكد من مستوى سمع زوجتك) فقال الزوج: أتحفني به وأنا لك من الشّاكرين.. فقال له الطبيب: الأمر بغاية السهولة، وهو أن توجّه كلامك لزوجتك وتُكلّمها بصوتٍ مُعتدلٍ على أربعة مراحل، وكل مرحلة
تكون أنت على مسافة مختلفة منها، فالمرحلة الأولى
تُكلمها عن بعد 50 قدمٍ. فإن لم تسمع صوتك، تنتقل للمرحلة الثانية بحيثُ تقترب منها إلى 40 قدم وتُعيد نفس الكلام وبنفس مستوى الصوت، فإن لم
تُجب ولا ردّت عليك، تنتقل إلى المرحلة الثالثة
وتُعيد نفس الكلام من على بعد 20 قدم، فإن لم تسمعك فما عليك إلا الانتقال إلى
المرحلة الرابعة والأخيرة وهي بأن تقترب
منها وتُكلّمها من خلفها مباشرةً، وبهذه الطريقة السّهلة تتأكد من قوة سمع زوجتك
وتعرف مستواه، وهل أصابها ضعف السّمع أو لا.. فعاد الزوج إلى المنزل لتنفيذ وصفة ونصيحة
الطبيب!! فدخل فوجد زوجته في المطبخ تُعد الطعام، فابتعد عنها 50 قدمًا وقال لها: حبيبتي.. ماذا تُعدّين لنا للغداء؟
فلم تُجبْهُ!! فاقترب إلى 40 قدمٍ وقال: حبيبتي ماذا تُعدّين لنا للغداء؟ فلم تُجبْهُ!!
فاقترب إلى 20 قدمٍ وأعاد السؤال فلم تُجبْهُ!! وأخيرًا وقف
خلفها وقال: زوجتي حبيبتي: ماذا تُعدّين لنا للغداء؟؟ فما كان من زوجته إلا التفتت
إليه وأجابته قائلة له باستغرابٍ ودهشة: هذه خامس مرة أقول لك: طبخت لكم دجاج
بالفرن... فبُهت الزوج وأطرق رأسه إلى الأرض، وفهم بأنه هو المريض وهو ضعيف السّمع
وليست زوجته!!!
العبرة من القصة:
لا ينبغي أن ننظر إلى أنفسنا بأننا على صوابٍ
دائمٍ، فقد تكون المشكلة فينا وعندنا وليست عند الآخرين ونحن لا ندري.. وأحيانًا لا
نريد أن نعترف بما فينا من نقصٍ!! ولهذا نبقى بغفلةٍ عن عيوبنا وأخطاؤنا فلا
نُصْلح أنفسنا من عيوبها وتبقى عيوننا 10 على 10 على أخطاء وعيوب غيرنا!!! فحتى لا
نخسر من هم حولنا ينبغي أن نتخلّص من مرض اتهام الآخرين..
لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
وكتب # محمد_الجنَّان_أبو_هيثم
أضف تعليق:
1 comments:
جزاك الله خيرا فيها عبرة
إرسال تعليق