أحبتي الكرام حفظكم ربي من كل سوء، وكل يوم وأنتم بالطاعات منشغلين، وصلتني هذه القصة القصيرة فوجدت فيها عبرًا كثيرة، فأحببت مشاركتكم إياها، فلعل وعسى يستفيد منها أحدكم كما استفدتُ أنا منها.
هذا … ولقد اخترتُ لها عنوانًا خطر في بالي
الثعبان والمنشار
يُحكى أن ثعبانًا دخل في المساء مصنعًا لنجار بحثًا عن الطعام بعد أن غادره صاحبها، وكان من عادة النجار أن يترك بعض أدواته فوق الطاولة، ومن ضمنها المنشار. وصار الثعبان يتجول هنا وهناك، فأمر بجسمه فوق المنشار مما أدى إلى جرحه جرحًا بسيطًا.
ارتبك الثعبان، وكردة فعلٍ أولية، قام بِعَضِّ المنشار محاولا لدغه!! مما أدى إلى سيلان الدم حول فمه. لم يكن يُدرك الثعبان ما يحصل، واعتقد أن المنشار يُهاجمه، وحين رأى نفسه ميتًا لا محالة، قرر أن يقوم هذه المرة بردة فعل أخيرة قوية ورادعة، التف بكامل جسمه حول المنشار محاولاً عصره وخنقه!! سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده، أليس الله قال في كتابه الكريم:
والعقل والإدراك وحسن التفكير بالعواقب، كلها من النعم التي بعضنا لا يدركها، ولا يقدرها حق قدرها!! استيقظ النجار في الصباح ورأى المنشار وبجانبه ثعبان ميت لا لسببٍ إلا لطيشه وغضبه!!
فأين العبرة في أحدث هذه القصة؟
نعم … البعض أحيانًا يحاول في لحظة غضب أن يجرح غيره، فيدرك بعد فوات الأوان أنه لا يجرح إلا نفسه!! أليس كذلك؟
أحبتي الكرام، رفع ربي من مقامكم، وحفظكم من كل سوء، بعض مصاعب ومتاعب الحياة تحتاج إلى تجاهل أحداث، تجاهل أشخاص، تجاهل أفعال، تجاهل أقوال. فعود نفسك أيها الكريم على التجاهل الذكي والمثمر، وليس المقصود بالتجاهل هنا التجاهل المؤدي إلى الإهمال وإيقاع المزيد من الضرر!! بالتأكيد لا.
وإلى أن نلتقي على الخير والنصح دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق