المتابعون

الأحدث

القائمة

قصة معبرة عن أصول الصداقة .. وأهمية تحسين الظن

لقراءة سلامي الضغط على حرف النون ن

أحبتي الكرام

إليكم هذه القصة المعبرة
 عن تحسين الظن
​،
وعدم التسرع بالحكم على الآخرين

​​
وبالخصوص
​ 
على
 الأصحاب

يُحكى فيما مضى عن شاب ثري ثراءً عظيمًا، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت، وكان الشاب كريمًا مع أصدقائه وأصحابه وكان يُحبهم ويُحبونه، فدارت الأيام دورتها ويموت الوالد وتفتقر الأسرة افتقارًا شديدًا، وصار الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي فعلم أن أعز صديقًا له الذي كان يُكرمه ويؤثر عليه، وكان أكثرهم مودةً وقربًا منه قد أثرى ثراءً كبيرًا. فذهب إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله، فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة، فاستمهلوه ليخبروا صديقه بذلك، فكان الصديق القديم ينظر إليه من خلف الستار فرأى شخصًا رث الثياب عليه آثار الفقر، فلم يرض بإدخاله! وطلب من الخدم أن يُخبروه بأن صاحب الدار لا يريد استقبال أحد! فخرج الشاب منكسرًا والدهشة تأخذ منه مأخذها والألم يعتصر قلبه مستغربًا أشد الاستغراب عدم قبول صديقه استقباله ولو للحظات قليلة. وفي طريق العودة صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء. فقال لهم: ما أمر القوم؟ قالوا له: نبحث عن رجل يُدعى فلان ابن فلان. ذاكرين اسم والده!! فقال لهم: هو أبي وقد مات منذ زمن، فقالوا (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له: كان أباك يُتاجر بالجواهر وله عندنا أمانة نفيسة من المرجان، وأخرجوا كيسًا كبيرًا قد مُلئ مرجانًا، فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه، وهو لا يصدق ما يرى ويسمع. وجال بخاطره السؤال … أين اليوم من يشتري المرجان؟؟!! فإن بيعه يحتاج إلى أثرياء!! والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة!! مضى في طريقه فصادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير فقالت له: يا بُني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم؟؟ فتسمّر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوعٍ من المجوهرات تبحثين؟ فقالت: أية أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها، فسألها هل يعجبك المرجان؟ فقالت له: نِعمَ الطلب. فأخرج من الكيس قطعة فاندهشت المرأة لما رأت!! فاشترت منه قطعًا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد، وهكذا عادت حالة الشاب إلى يُسر بعد عُسر، وعادت تجارته تنشط بشكل كبير، وتذكر ذلك الصديق الذي لم يستقبله، فبعث إليه ببيتين من الشِعر يهاجمه على ما فعل معه، قائلا له:
صحبت قومًا لئامًا لا وفاء لهم يُدعون بين الورى بالمكرِ والحيلِ
كانوا يجلونني مذ كنت ذا غنى وحين أفلست عادوني من الجهلِ

فلما قرأها الصديق، رد عليه بأبيات قائل له فيها:
أما الثلاثةُ قد وافوك من قِبَلي … ولم تكن سببًا إلا من الحيَلِ
أما من ابتاعت المرجان .. والدتي … وأنت أنت أخي .. بل مُنتهى أملي
وما طردناك من بُخلٍ ومن قللٍ … لكن .. عليك خشينا وِقفة الخجلِ.
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم

شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: