قال الشيخ عبد الرزاق الشريف، عن الإمام الشيخ عبد الله الهرري
رحمه الله وغفر له ولوالديه
متكلمًا عن حيوان السمندل
الحيوان المسَمَّى السَّمَنْدل هذا معروف أنّه لا يحصل له احتراق، جلدُه لا يحترق بالنار،
وهو في حَياتِه يدخُل النّار ويتهَنَّأ فيها لا يتأذّى!! وهو كغيره من الحيوانات مؤلَّف
من لحم ودَمٍ وعَظْم، فلو كانت النارُ تخلقُ الإحراقَ بطبْعها لم يحصلْ تخلُّف الإحراقِ
للسَّمَنْدل إذا مسَّتْه النّار، بل كانَ يحتَرقُ كَما يحتَرِقُ غَيْرُه!!!
فالحاصل … أنّه يجب اعتقاد أنّ الأسباب
لا تَخلُق مُسَبَّباتها بل اللهُ يخلُق
المُسَبَّبَات إثْرَ الأَسْباب .. أي
أنّه تعالى هو خالق الأسْباب وخالِقُ مُسَبَّبَاتها وعلَى هذا المعنى يُشْهَرُ ما شاع وانتشر على ألسِنَةِ المسلمين
في أثْناء أدعِيَتِهم هذه الجملة: (( يا مُسَبِّبَ
الأَسْباب )) معناه: أنّ
اللهَ تعالى هو الذي خلق في الأسْباب حُصولَ مُسَبّباتها إِثْر استعمالِها وهذا من
كلامِ التّوحيد الذي هو اشْتَهَر وفَشَى على ألْسِنَةِ المسلمين علمائِهم وعوَامِـّهم.
فالله تبارك وتعالى هو الذي فِعْلُه لا يَتَخلَّفُ أثَرُه .. إذا شاءَ حصُولَ شىء إثْر
مزاولَةِ شىء حصل لا مَحَالة لا بُدَّ، فكما أنَّ اللهَ تبارك وتعالى هو خالق المُسَبَّبات
إثْرَ استعمال الأَسباب فَهو خالقُ العبادِ حركاتِهم وسكناتهم لا خالق لشىءٍ من ذلك
غيرُه. فالإنسانُ مكتَسِبٌ لأَعْماله الاختياريّة ليس خالقًا. بل اللهُ
خالِقُها لهذه الحركات التي نتحركُها للخير أو للشر، الله تبارك وتعالى هو خالِقها
فينا .. هو الذي يُجْرِيْها على أيْدِيْنا لسنا نحن نخلقُها ولا فرق في ذلك بين أعمالنا
التي هي حسنات وبين أعمالنا التي هي سيّئات.
المُرادُ بالحسنات هنا الطّاعات والمراد بالسيئات
المعاصي
فالطاعات: من الإيمان وما يتبَعُه من صلاةٍ وصيامٍ وإلى غير
ذلك ممّا لا يُحصى
والسّيئات من الكفر وما بعده كلّ ذلك بخلق الله تعالى.
ا.ه
لكم منّي أرقُّ التَّحيات وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
أبو هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق