يُحكى أن شيطانًا أراد الرحيل من مكانٍ كان يسكن فيه مع أبنائه، إلى
مكانٍ آخر.. وقبل موعد الرحيل رأى أحد أولاده خيمة، فقال في نفسه: {لن أُغادر المكان حتى أفعل بهم الأفاعيل} فذهب إلى الخيمة فوجد بقرة مربوطةٍ بحبلٍ إلى وتدٍ ووجد امرأة
تحلب البقرة وولدها بجانبها، فقام بتحريك
الوتد فقط!! فخافت البقرة وهاجت فانقلب
الحليب على الأرض ودهست ابن المرأة فمات دهسًا!! فغضبت المرأة غضبًا شديدًا، فدفعت
البقرة وضربتها بشدة وطعنتها بالسكين طعنًا مُميتًا، فسقطت البقرة ميّتةً!! فجاء
زوج المرأة، فرأى طفله والبقرة على تلك الحال، فطار صوابه من الغضب، فضرب زوجته
وطلّقها!! فجاء قومها فضربوه، فجاء قومه للدّفاع عنه فاقتتلوا واشتبكوا مع بعضهم
البعض، وسقط قتلى وجرحى من الطرفين!! فتعجّب الشّيطان ممّا فعل ولده فسأله: ويحك..
ما الذي فعلته؟؟ قال: لا شيء، سوى أنني حرّكتُ ((حرّكْتُ
الوتد!!)) فقط!! |
وهكذا يظن أغلب النّاس أنهم لم يفعلوا شيئًا، وهم بـ بِضْعِ كلماتٍ فقط، وتصرفٍ
بسيطٍ جدًا مثل: وِشايةٍ، فتنةٍ، غيبةٍ مُحرّمة،
نميمةٍ، وضع غرضٍ في غير محلهِ، الوقوف في مكانٍ لا ينبغي الوقوف فيه، المرور في
مكانٍ مشبوهٍ، مد اليد بوجه شخصٍ بلا مبرر، ونحو ذلك من الأقوال أو الأفعال التي
ظاهرها بسيط وغير مؤذٍ، لكنها في الباطن هي مؤذية جدًا لا بل قد تكون مميتة!! وتقلب
الحال رأسًا على عَقِبٍ، فتُسبّب:
·خِلافًا
وتُشعل الغضب في النّفوس
·تقطع
الوِصال بين الأرحام
·تُشحن
القلوب بالحقد والكراهية
·تخطف
الفرحة والبهجة من الوجوه
·تكسر
قلوبًا
·تُطلّق
زوجات
·تُيتّم
أطفالًا
·تريق
دماءً
·تُرمّل
نساءً
·تُقسّم
أوطانًا أو تخربها
وكل هذا وأكثر.. ويظن القائل أو الفاعل أنه لم يقل ولم يفعل شيئًا..
لكم مني أرقُّ التَّحيات
وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير
دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
وكتب #أبو_هيثم_الجنَّان
أضف تعليق:
1 comments:
بارك الله فيك وأطال بعمرك
دائما تزودنا بما هو مفيد وشيق
إرسال تعليق