المرأة الصالحة كنز، فاخترها أما لأولادك

 

أيها الشابُ والرجل الذي تعلمت أمور الشرع وتريد زوجة، فنصيحتي لك ألا تبحث عن الجمال والمال والحسب والنسب وتقف عندهم، واعلم إن اقتصرت عليهم، فأنت متجه نحو الخراب ومتمسك بالسراب!! والله أعلم. وأما الصواب فهو أن تبحث عن الفتاة والمرأة التي تعلمت أحكام الدين، والتي تعرف ما هو الحلال وما هو الحرام، فهي أقرب إليك من ذوات الجمال اللواتي لا يفقهن بأمور الدين شيئًا!! وهمهن الدنيا وفيها هن تائهات في سراديب الجهل والغفلة!!   ولتعرف الاتجاه الصحيح، قف واسأل نفسك: من هي التي أريد أن تربي أولادي؟! أأريد أمًّا تحفظ لسانها وجوارحها وقلبها من الكفر، وغيره من الفواحش!؟ أأريد أمًّا تتخبط في الألفاظ والأفعال والمعتقدات الفاسدة؟! أأريد أمًّا تعلم أولادي المفاسد والأغاني المحرمة!! فيصبحون تائهين ضائعين؟! أو أريد أمًّا تعلم أولادي العقيدة الحقة وأحكام الطهارة والصلاة؟؟ الطهارة وما أدراك ما الطهارة!! وإلا ستعيش وتستعمل وترتدي الثياب المتنجسة!!! أأريد زوجة تعرف معنى أن أكون عندها أعظم من عليه حق عليها؟ أو زوجة تضعني في آخر سلم أولوياتها؟!   وللبيان أقول لك ناصحًا: كم من فتاة جميلة جاهلة، دفعها جهلها إلى خراب بيتها بيدها أو بيد أمها أو بيد صديقتها أو جارتها؟! وكم من ثرية جاهلة، باعت غيرها وباعت زوجها ثم باعت أولادها عند أول مفترق طريق؟! وكم من ذات حسب ونسب، قادها غرورها إلى الظلم والتجني. ولا يعني هذا أن العيش مع امرأة متعلمة الشرع، سيكون في كل الأحوال خاليًا من المشاكل والخلافات!! لا... فالمرأة الكاملة نادرة الوجود، في هذا العصر وكذا الرجل الكامل؟؟ لكن التفاهم مع الملتزمة شرعًا، أسهل بكثير من التفاهم مع غير الملتزمة. فإن كنت تبحث عن زوجة وأم لتأسس للخير، فاتجه إلى ما يوصلك إلى رضى الله، ففي رضاه عز وجل، راحة البال وأسرة متماسكة. قال النبي ﷺ ﴿الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة.. ﴾ وقد فسره ﷺ بقوله: ﴿إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله..﴾ والمرأة الصالحة لا ترفع صوتها فوق صوت زوجها، ولا تناطحه نطح السباع!! إنما تسارع إلى مرضاته إذا غضب، المرأة الصالحة كنز للرجل، فعليك بها والله الموفق..

لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

وكتب #محمد_الجنَّان_أبو_هيثم