كان من حسن حظي في
شهر شباط عام 2023 الكلام مع الدكتورة فاطمة ( أخصائية في علم النفس ) فتطرقنا
إلى مواضيع تصب في مساعدة الغير في الخير. وعرجنا بالحديث إلى
زلزال 6 شباط 2023 المُدمر، وما حصل وفعل كل واحد منا حين تيقن أنه بخضم زلزال، وما
انتابنا بسببه. فقلتُ: أيقظني من
نومي أمرين متوازيين: الأول: صوت ابني
هيثم وهو يكبر ويقول بتتابع الله أكبر الله أكبر، وكان تكبيره متوازيًا مع الأمر
الثاني: وهو اهتزاز التخت اهتزازًا غير معتاد!! وعندما علمت ووعيت
ما الذي يحصل معي أنا وزوجتي وابنتي وابني، وتأكدت أننا في خضم هزة نتمايل
بسببها ونحن في الطابق الخامس والبناية تهتز كالشجرة!! آثرت الاستلقاء على
التخت ووضعت فوقي اللحاف!! قائلًا ((إن سقطتُ، أسقطُ على فرشة التخت وفوقي
اللحاف يعني كحماية بسيطة)) إذ لا حماية معتبرة من سقوط وانهيار المبنى بفعل زلزال
مدمر!! فاضطجعت منتظرًا سقوط
المبنى وسقوطي مع عائلتي وتشتتنا تحت الردم والركام!! الله أكبر، من
الصعب وصف الحال ببضعة كلمات!!! وبعد سردي جاء دور
الدكتورة فاطمة حفظها الله لأهلها ولأحبتها فقالت: بعد أن أيقنت أنني ومن معي
نتعرض لزلزال قمت (( توضأت وبدأت بالصلاة إلى ما شاء الله لي أن أصلي )) الله أكبر.. هي صلت، وأنا نمت!! شتان بين الفعلين فكم هو الفرق كبير بين
فعلي وفعلها؟؟ بين قراري وقرارها؟؟ قرارها الديني الصائب والحكيم، وقراري المتعلق بالصحة وحماية الجسد!! إذ كان حري بي أن أقود عائلتي إلى طاعةٍ نموت متلبسين بها إن حصل اللقاء مع سيدنا عزرائيل عليه السلام!! لقد علمتني الدكتورة فاطمة بفعلها وصوابية قرارها (( من غير قصدٍ منها )) درسًا في غاية الأهمية مع فارق العمر بيننا، فأنا أكبر منها سنًا بضعف عمرها!!! وكم من صغير فاق الكبير!! جعل الله عمرها طويلًا مع حسن الحال، فلقد
انحفر في أعماق قلبي جميل صنعها، فجزاها الله عني خير الجزاء. أخيرًا هنيئًا لأهلك بك
دكتورة فاطمة هنيئًا لطلابك بك دكتورة
فاطمة هنيئًا لأحبتك بك دكتورة
فاطمة هنيئًا لمن رباك وعلمك دكتورة فاطمة، جعلك الله قدوة حسنة لكل من هم حولك. لك مني أرق التحيات
وأعطرها، وإلى أن نلتقي على
الخير دائمًا، أتركك بحمى الرحمن. وكتب
#محمد_الجنَّان #أبو هيثم |
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق