إلى كل من أنعمَّ الله عليه برزقٍ
حلالٍ، فاشترى عقارًا ليقلّبهُ بالتّجارة، فيُؤجرهُ ليستفيد من مدخوله، إلى من
هاجر إلى أميركا أو أوروبا أو ﻷيِّ بلدٍ كان، قال ﷺ ﴿الرَّاحمون يرحمهم الرّحمن، ارحموا من في اﻷرض، يرحمكم من في السَّماء﴾ «يعني: الملائكة يدعون لكم ويستغفرون» وقال ﷺ ﴿مَنْ لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ﴾ فارحم أيها المُغترب المُقْتدر إخوانك في لبنان، أو في غيره من
البلدان، وأشفق عليهم، واعمل على مساندهم بقدر استطاعتك.
لطالما افتخرتَ أنت بأن طرقات بلد
هجرتك، بلا حُفَرٍ وﻻ مَطبَّاتٍ!! وتكلّمت بفرحٍ عن دِقّة وسرعة إنجازات المعاملات
أو المشاريع في البلد الذي تُقيم فيه، فنسيت معنى انقطاع الكهرباء، وانقطاع الماء،
وانقطاع البنزين، وانقطاع الخبز!! وطوفان الشوارع بمياه الأمطار، أو بمياه المجارير!!! ونسيت غيرها من
أمور المعيشة التَّعيسة!!
ليتك تتخيَّل حال من نام من سكان
لبنان وفي جيبه مليون ونص ليرة لبنانية، وكان بإمكانه أن يشتري بها 100$، فاستيقظ
ليجد نفسه أنه لم يعد يستطيع أن يشتري بها إﻻ 50$!! فما معنى هذا بالنَّسبة لك أيها المُقيم في الخارج؟؟ معناه: لا شيء!!! نعم، ﻻ معنى له
عندك بالمرة.. فمالك و"مصرياتك" قيمتها هي كما هي، فإمّا هي بالدوﻻر أو
باليورو أو بالجنيه الاسترليني، أو بغيرها من العملات الصّعبة! لكن
"المعتَّر" صاحب الدَّخل المحْدود، فلقد خَسِرَ 50% من ماله!!! نعم.. للأسف، خَسِرَ نصف ما كان يملكه!! فكِّر فيها «150 ألف ليرة كانت تُساوي 100$، فأصبحت بليةٍ وضحاها تُساوي 50$!!!»
نعم... هيك «طُبْ غُمْ» خَسِرَ نصف ماله!!!
فلا تكن أيها المالك لعقارٍ أو أكثر،
بعيدَ التَّفكير بحال الموظف الذي نام وراتبه باللبناني كان يساوي 1000$ فاستيقظ
ليجده وقد أصبح يساوي 500$!!
ٛ نام وكان بإمكانه
أن يشتري 5 أرغفة بـ 1000 ليرة، فاستيقظ ليجد نفسه أصبح يشتري 4 أرغفة بـ 1500
ليرة!!
ٛ نام وكُلّهُ أمل بأنه سيقبض راتبه كاملًا ءاخر الشّهر، فاستيقظ على
ثلث راتبهِ!! ومنهم من قَبَضَ نصف الرَّاتب!! ومنهم من لمْ يُعْطَوْنَ راتبًا
بالمرة!!
نعم.. أيها المُقيم في بلاد المهجر
ومُرتاح على وضعك، هذا هو الحال في لبنان وأكثر!! إذ بعض المؤسسات وأصحاب المصالح،
أوقفوا قِسمًا من الموظفين!! وهؤﻻء حالهم أشدّ وأمرّ، إذ ناموا وهم موظفون فاستيقظوا وهم بلا عملٍ!!! تخيّل معي حال
الموظف الذي اسْتُدعِيَ أثناء دوامهِ، فقيل له: «استغنينا عن خدماتك!!» نعم، هكذا وبكل بساطة... وبعض المصالح
والمؤسسات أُقفلت نِهائيًا، وصَرَفَت جميع موظفيها!!!
فإن لم تشفق أنت وغيرك وترحم، أخوك
المسلم المُقيم في لبنان، خصوصًا ذاك الذي لك معه ارتباط مالي أو تجاري!! فاعلم بأنك مصدر
ضغطٍ إضافيٍ بعدم رحمتك وشفقتك عليه!!
فالرَّحمة ثم الرَّحمة ثم الرَّحمة... وكن عونًا ولا تكن ضاغطًا..
لكم منّي أرقُّ التَّحيات وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخيرِ دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
وكتب #أبو_هيثم_الجنَّان
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق