لا: ليس برّ أبويك
مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك، أو رأس أبيك، أو على أيديهما أو على قدميهما، فتظنّ
بنفسك أنّك بلغت العلا والغاية برضاهما!!
ليس برّ أبويك أن تكتب
كم كلمة على صورة وتنشرها على الواتساب أو الفايسبوك وغيرها من وسائل التواصل!!
لا..
ليس برّ أبويك أن
تسمع أنشودة عن الأم أو عن الأب فتدمع عيناك!! وأنت تكون قد أغضبت أمك أو أبوك!!
لا، ليس هذا البرّ المقصود!؟!؟
طيب: فما هو البرّ
الذي نقصده إذن؟!
من البر: أن تستشفّ
وتستشعر ما في قلب والديك قبل أن يتكلما به، فتنفّذه دون أن تنتظر منهما الأمر بذلك.
من البر: ألا تجادل
والديك ذاك الجدال المؤذي لهما ولو كنت تعتبر نفسك مصيبًا (هذا في غير الأمور
المحسوم أمرها شرعا)!! لأن من البر أن تقول لهما قولا كريما، خافضا لهما جناح
الذل من الرحمة!!
من البر: أن تعلم وتتعلم
ما الذي يسعدهما، فتسارع إلى فعله، ولو تكرر فعلك له مرات ومرات.
من البر: أن تبحث بصدق
عما يؤلمهما ويؤذيهما، فتجتهد في الليل والنهار، ألا يرونه ولا يصدر منك أبدًا.
من البر: أن تستشعر
وأنت تتحدث مع والديك أو أحدهما أنه يشتهي أمرًا، فتسارع وتحضره للتّو ولو كان
كوبًا من الشاي أو من القهوة.
من البر: أن تحرص
على راحة والديك ولو كان على حساب سعادتك وراحتك وتعبك، لا أن ترتاح وأنت تراهم
يتعبون لغرض يخصك!! لا....
من البر: أن تترك السهر
خارج البيت، حتى لو كان سهرك، يشرح صدرك ويفرحك، لكنه يؤرقهما أو أحدهما، فعليك
تركه حرصًا على رضاهما، حتى لو فرّطت وتخليت عن سهرتك الشبابية مع أصحابك.
من البر: أن تنام
باكرًا إن كان نومك يُدخل السرور إلى قلبيهما، فعليك أن تجاهد نفسك على طاعتهما وتنام
لأجل رضاهما وبرّهما.
من البر: أن تدفع وتفيض
على والديك من مالك دون أن تفكر كم معهم من المال، وكم صرفا أو يصرفا، وهل هما
بحاجة لهذا المال أم لا!! أنت ادفع وابذل لهما المعروف لله.
من البر أن تبحث عن
راحة والديك، فلا تسمح لنفسك بأن يبذلا الجهد والتعب لأجلك، فيكفي ما بذلاه لأجلك
منذ ولادتك إلى أن بلغت هذا المبلغ من العمر!!
ثم، ألا ترى بأن كل
ما أنت فيه وعليه قد جاء من خلال سهرهما وتعبهما وقلقهما عليك، وما بذلوه من جهد
في الليل والنهار في رعايتك؟!
من البر: استجلاب
ضحكتهما، ولو غدوت في نظر نفسك مهرّجًا!
أخيرًا وليس آخرًا..
برّ الوالدين ليس
مناوبة وظيفية روتينية مملة بينك وبين إخوتك!!! لا وألف لا.. بل هو مزاحمة على
أبواب الجنة، فبر أبويك له معنى خاص جدا عليك أن تتعلمه وتطبق مبادئه، إن كانوا
أحياء أو أموات.
واعلم بأن طُرق
وأساليب البرّ المؤدية إلى الجنة كثيرة، لا تنحصر بأعداد من القبل على الرأس!!!
وتؤدي معها الكثير من التقصير!!!!
|
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق