المتابعون

الأحدث

القائمة

لقائي مع شخص من أهل الجود والكرم في « قطنا » منطقة في دمشق

دمشق, قطنا’ الراعي, قطناني, مقام, السومرية, فنجان, قهوة, الجود, الكرم’

 

هو السيد الطّيب محمد علي القادري "أبو علي" رجلٌ من أهل الكرم والجود ((للأسف!! أصبحوا قلة في هذه الأيام!))
كيف التقيتُ به وتعرّفت عليه؟

في يوم الجمعة 10 حزيران 2022، عزمتُ على زيارة مقام الشيخ حسن الراعي القطناني رحمهُ الله رحمةً واسعةً، المدفون في منطقة تبعد عن مدينة دمشق 41 كلم اسمها "قطنا" فقصدتُ موقف "السومرية" في دمشق وفيه موقف لباصات منطقة "قطنا"

وحتى أصل باكرًا وأعود باكرًا، خرجتُ من بيت محمد الجنّان "أبو آدم" ابن أخي معتصم رحمه الله، الساعة 6:30 صباحًا مُتوكّلًا على الله، ((فقلتُ بلساني وبقلبي: أخرجُ لله تعالى، توكّلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقرأت آية الكرسي، ثم دعوت ربي أن يجبر خاطري ويُوفّقني بمشواري هذا، وأن يقبلهُ مني جبرًا لخواطر من عزمتُ مع زوجتي الحاجّة صبيحة أن نجبر خواطرهم)) هم ((ثلاث عائلات)) اثنان يعرفون ما نحن بصدده، والثالثة لا تعرف ولا هي طلبت منَّا ذاك الطلب الذي لأجله قصدتُ منطقة "قطنا"

وعندما وصلتُ إلى الموقف وسألت سائق "الباص" إن كان يأخذني إلى مقام سيدنا الشيخ حسن القطناني، فقال: نعم تفضّل، وكان هذا أول لقاءٍ لي وكلامي مع السيد الكريم محمد علي القادري "أبو علي"

وأثناء انتظاري بقية ركاب الباص، ألهمني الله أن أتبرّع للسّائق بفنجانٍ من قهوة البن، وبالفعل جلبتُ له الفنجان، فما كان منه إلا أن ردَّ إحساني بإحسانٍ!! فلم يأخذ مني أجرة الطريق من دمشق إلى "قطنا" فقال أمام ركاب الباص وهو يجمع منهم الأجرة ((أنت لا تدفع، واصل))

وبعد الانطلاق وقطع 41 كلم. هي المسافة من دمشق إلى قطنا، عرض عليَّ أن أبقى معه ليوصل الركاب، ثم يعود بي إلى المقام!!! وهذا الذي حصل.. فأوصلني إلى باب مقام الشيخ حسن الراعي القطناني، ولأن المقام كان مُغلقًا، أصرَّ عليَّ السيد الطّيب محمد علي القادري "أبو علي" أن أذهب معه إلى بيته في "قطنا" وكون السيد محمد من سكانها،  كان الأمر لمصلحتي 100%، فبيته لا يبعد عن المقام سوى 5 دقائق بالباص!! سبحان الله العظيم.

 

لقطة لمدخل المقام والمسجد، عند وصولي إليه قبل ظهر الجمعة 10 حزيران 2022.

وكانت هذه ثالث خدمة يُؤدّيها لي السيد محمد علي القادري، مقابل فنجان من قهوة البن، لا يتعدى ثمنه 500 ليرة سورية!!! فقد أثّرَ تبرعي بالطيب أبو علي تأثيرًا كبيرًا!! فكان من حينٍ لآخر يقول لي: ((أنت كنت البادئ بالمنيح، وأنا بدي ردّلك بأحسن ممّا قدّمتَ لي))

فجلستُ في بيته لخمس دقائق على أساس نشرب الشاي ونعود إلى المقام، ولكن بحديثه مع أهل بيته رجع إليَّ وقال: خلّينا نروح للمقام ونرجع نفطر مع بعض!! وبالفعل أخذني إلى المقام وحصلتُ على طلبي، ثم اصطحبني إلى بيته، بيت الكرم والجود، وهو يردّد: ((أنت كنت منيح معي، وأنا بدّي ردّلك المنيح يلي عملتو معي))

فدخلتُ بيته للمرة الثانية، وما هي إلى لحظاتٍ حتى حضر حفيده أسامة بصينية الترويقة وكان عليها:

1. ثلاث أنواع من الزيتون، حجم الحبّة بحجم حبّة التّمر!!

2. زعتر أخضر

3. زعتر بلدي

4. لبنة

5. زيت زيتون

6. خيار

7. بندورة

8. إبريق شاي محلّا بالسكر

وبعد التّقاط الصّورة جلب حفيده أسامة كاسة لبن وكأنها كاسة لبنة!! وصحن من البيض المقلي!! وبعدها مباشرةً عاد الحفيد وبيده كاسة فيها سائل سكبهُ السيد أبو علي فوق صحن البيض!! فسألته: ((شو هيدا، توم وحامض؟ قال: لا، هاي دهنة سايحة!!)) الله أكبر.. وأنا قد يقول قائل ما بحب الدّهنة إلا شوي! فهي عشقي وغرامي في الطعام! ولأنني سألته إن كان والوعاء هو ((حامض مع توم)) نادى حفيده وطلب منه جلب حامض وتوم!! فأحضرها سريعًا، فعصر على البيض وأعطاني التوم الأخضر لأقشره وآكله كما هو يفعل، فصار يصب لي الشاي كباية تلو الكباية، ولم يقبل امتناعي عن الشرب حتى فرغ الإبريق من الشاي كليًا!!

بعد انتهاء الترويقة، وأنا على باب البيت وقبل خروجي منه، اقتربت مني ابنته وقالت لي بالحرف: ((خلّيك وتغدا عنا، وشو بدك بطبخلك!!)) ذوّبني كلامها النّابع من قلبٍ طيبٍ كريمٍ، كيف لا وهي ترباية السيد محمد علي!! فاعتذرتُ منها وشكرتها بما استحضرته من عباراتٍ وكلماتٍ تقال في مثل هذا الموقف، سلّمتُ عليها وخرجتُ مع والدها من بيت العز والجود والكرم، إلى الموقف لأعود أدراجي إلى دمشق وأنا أسمع السيد محمد علي يردّد: ((يلي بيعمل معك منيح بدك تردلو بأحسن منو))

وبالفعل غمرني أبو علي بكرمه وجوده، وتفضّل عليَّ كثيرًا بما صنعه معي وقدّمه لي مقابل فنجان من القهوة، الله ألهمني أن أخصّه به بنيّةٍ خالصةٍ لله تعالى، طالبًا أن يُوفّقني ربي للغاية والقصد من زيارتي لمقام الشيخ حسن الراعي القطناني قدّس الله سره، وبالفعل نلتُ مُرادي وحصلتُ على 6 حبّات من شجرة التّين النّابتة على جدار مقامه رضي الله عنه، ولشجرة التّين هذه رواية وقصة أخرى، سأرويها مكتوبةً إن شاء الله تعالى.

 


إلى هنا وينتهي كلامي عن رجلٍ من أهل الجود والكرم، النادرين بهذه الأيام، من غير سابق معرفة بيني وبينه، وفي ظل الأوضاع الراهنة والعصيبة والصعبة في لبنان وسوريا، وكان فنجان القهوة هو مفتاح المعرفة بيني وبينه!! فغمرني وأغرقني بجوده وكرمه، أضعافًا مضاعفةً ممّا أكرمته به!! إنه السيد محمد علي القادري "أبو علي" جار الشيخ حسن الراعي القطناني رضي الله عنه، من سكان "قطنا" وفّقهُ الله ونصرهُ ورفع قدرهُ ورزقهُ من حيثُ لا يحتسب.

يمكنك الاطّلاع على المزيد من التفاصيل المثيرة عن زيارتي لمقام الشيخ حسن الراعي قدس الله سره، وما تخلّل زيارتي من توفيقٍ ويُسرٍ.

بالضغط على الرابط الأول تقرأ مقال بعنوان:

بالضغط على الرابط الأول، تقرأ مقال بعنوان:

من كرامات الشيخ حسن الراعي القطناني رضي الله عنه وأرضاه.

https://blogabuhaithamgeneral.blogspot.com/2022/06/blog-post_20.html

-=-=-=-

بالضغط على الرابط الثاني، تقرأ مقال بعنوان:

شجرة التين النابتة على جدار مقام الشيخ حسن الراعي، رضوان الله عليه.

https://blogabuhaithamgeneral.blogspot.com/2022/06/blog-post_22.html

لكم منّي أرقّ التَّحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا

أترككم بحمى الرحمن

وكتب #محمد_الجنَّان


شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: