الحمدُ للهِ والصَّلاة والسَّلام على رسول الله،
يُحكى أن رجلاً كان مُسْرفًا على نفسهِ، يلهو
ويعبث ويفعل ما حَرّمَ الله!! كان له أمٌ
صالحةٌ تأْمرهُ بترك المعاصي والمُحرّمات، وتنصحهُ بسلوك طريق التّوبة، وهو لا
يلتفت لكلامها ونُصحها بالمرة!! واستمر بلهوهِ وانغماسه بالمحرّماتِ إلى أن مَرِضَ
مرضًا شديدًا أضجعه الفراش وقارب الموت من شِدّة مرضِهِ!! فقال لأمّه: وهو على
فراش الموت وبالرّمقِ الأخير، {يا أُمَّاه: إذا أنا مِتُّ، فاتبعيني إلى قبري،
فإذا وضعوني فيه، انزلي أنت أيضًا فيه، وقولي: يا ربّ: إني قد رضيتُ عنه.} فلما تُوفّيَ، لم تجد أمّهُ من يقوم معها
بتهْيئةِ الجنازة!! فقامت هي بتغسيلِهِ وتكْفينِهِ، ثم استأجرت أربعة رجال للصّلاة
عليه ودفنه... وحين خرجوا به من البيت وساروا به، لم يكن مع الميّت إلا أُمّهُ
الحزينة والأربعة الذين استأجرتهم!!! فرأى الجنازة عالمٌ من العلماء، فاستغرب
أمرها، فَلحِقَ بها إلى المقبرة ليعرف من هذا الذي لم يهتم بجنازتهِ إلا القليل
ومن خلفهم امرأة!! وحين وضعوهُ في القبر، فإذا بالعالم يلمح الأم قد نزلت في القبر
{كما أوصى ولدها} وسمعها تقول: {الّلهم إني قد رضيتُ عنه، فاغفر له} ثم خرجتْ وانصرفتْ.. وبَقِيَ العالم عند القبر مُنْدهِشًا
ممّا رأى، وإذا به يسمع صوتًا من القبرِ يقول: {إن اللهَ قَدْ غَفَرَ لكَ بِرِضاها عنْكَ}.
لكم مني أرقُّ التَّحيات
وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير
دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
وكتب # محمد_الجنَّان_أبو_هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق