بيان وتوضيح: ماذا يعني أن
تستيقظ من نومك وترى أباك أمامك ولا تُسلّم عليه؟! ماذا يعني أن تدخل
إلى بيت أبيك وهو ما زال يُنفق عليك ولا تُسلّم عليه؟! ماذا يعني أن تخرج
من بيت أبيك ولا تُودّعه بكلامٍ ولا بسلامٍ؟! ماذا يعني أن يقف
والدك فوق رأسك ليوقظك لتخرج إلى عملك، فلا تستجيب له؟! ماذا يعني ردّك على
أبيك ردًا خالٍ من الأدب، حين يرش عليك والدك الماء لكي تقوم من نومك وتذهب إلى عملك بدون تاخير؟! ماذا يعني أن يصرف
عليك أباك الكثير من المال، فلا تُقَدّر فعله بالمرة؟! ماذا يعني أن يُطالبك
أباك بِدَيْنٍ له عليك، فلا تلتزم بالدّفع، ولا تلتزم برد نفس قيمة ما أعطاك وأقرضك إيّاه؟! ماذا يعني أن يقول
لك أباك: (تعال كُلْ معي) فلا تستجيب ولا تنصاع لرغبته؟! ماذا يعني أن يطلب
منك أبوك حلوى يُحبّها، فيمر اليوم واليومين والخمسة أيام من غير أن تشتريها له؟! ماذا يعني أن يقول
لك أبوك: (اترك هذا الفعل، فإنه عار عليك) فلا تلتزم ولا تلتفت إلى كلامه وجميل نصحه لك؟! ماذا يعني أن يقول
لك أبوك: (اترك هذا الحرام، فقد جلبت بفعله العار لأهلك) فلا تلتزم وتستمر
بانغماسك في معصية الله؟! ماذا يعني أن يقول
لك أبوك: (أتعبتني، ضرّيتني، آذيتني، بهدلتني، أسأت إليَّ، قلّلت من قيمتي بين من
يعتبرني ويحترمني!!) ومع هذا لا تهتم ولا تتغير، وتستمر بما أنت فيه وعليه؟! يا ولد: فإن كنت تعرف أنك
كما ذكرت وقلت، وأنا متأكد أنك تعرف وتعلم ماذا تفعل وما تقوم به!! لكن غاب
عن ذهنك للأسف الشديد أن الذي تفعلهُ وتقوم به هو عين العُقوق!! أفعالك لا يفعلها
ولا يقوم بها إلا العاق لأبيه، وأنت هكذا عاق لأبيك، ومُنغمس فيما لا يُرضي ربك تبارك وتعالى!!! ولعلمك.. عُقوق
الأب من المعاصي الكبيرة!! فإن لم يغفر الله لك، فمصيرك جهنم،
أجارني الله وإيَّاك منها. نصيحتي لك: التزم تطبيق نصحية أفضل الخلق محمد ﷺ راجع نفسك بعقلك وبقلبك الطّيّب، حاسب نفسك قبل أن تحاسب!! وراجع تصرفاتك وأفعالك وكل ما تقوم به مع والدك، واترك الحرام، وتُب إلى الله توبة نصوحا، فقد قال الله في كتابه
العزيز: (( يا مُحمد أخبر عبادي أنني
ذو رحمة، وذو عقاب أليم!! )) نعم، فاللهُ شديد
العقاب وهو الغفور الرحيم، والله واسع المغفرة لمن تاب وآمن وباب التوبة ما زال مفتوحًا، عصمني الله وإيّاك
من عقابه وعذابه، اللهم ءامين. ارجع إلى جادة الصّواب
وحاسب نفسك المريضة وراجعها المُراجعة السّليمة التي تُوصلك إلى برّ الأمان، قبل
أن يُفاجئك سيدنا عزرائيل عليه السّلام، أو يُفاجئ أبوك!!!
فانتبه من أن يموت أبوك بسببٍ منك، فستندم ندمًا شديدًا، وستبكي بكاءً مريرًا!!! وأقولها لك بصدقٍ وبأعلى صوتي النّابع من عمق أعماق قلبي لا ولن ينفع دمعك فوق قبر أبيك إن سكبا!! |
لكم مني أرق التحيات وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير دائما
أترككم بحمى الرحمن
#محمد_الجنَّان
#أبو_هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق