المتابعون

الأحدث

القائمة

أنا أبوك فافهم...

أنا أبوك, ملف ذكرياتي, شبابك, شؤونك, تساؤﻻتي, جهلك, مرضك, الأب, شيخوختي,

 

 

هي صرخة ألمٍ من والد انتابته وتنتابه أوجاع وآلام من سوء تصرف ابنه!! هي #خاطرة اقتحمت فكر الأب الحزين بعيدًا عن ابنه، فقال له بساعة حزنٍ:

يا ولدي، أنا أبوك.. لكنك عندما كبرت ووجدت نفسك شابًّا، نسيتَ تلك المحطات التي كنت فيها صغيرًا لا تفقه شيئًا!! لا لضعفٍ في ذاكرتكِ، وإنما لتقصيري بتربيتكِ!!

ابني… مهما حاولتُ أن أُقرّب وأصور لك الماضي، فلن أقدر على تقريب صورته إليك ولا 3%!! لأن الأمر ليس بتقريب الصورة، وإنما بشعورك بها ومقاربتك لها في عقلكَ، وإحساسك بها في قلبكَ!! وهذا لن تقدر عليه ولن تستطيعه إلا عندما تُصبح أبًا، حينها قد تنتعش ذاكرتك فتترحّم عليَّ.. ويا ريتك تفعل وتترحم!!!!

إليكَ يا بُني بعض تلك الصور، أُخرجها لك من أعماق مستودع ذكرياتي معك:


😥 في صِغرك كنتَ تلبس حذائي بفخر واعتزاز، فتتعثر به من كِبر حجمه وصِغر قدميك، ومع هذا كنت تنتعله وقلبك مسرور بتقليدي!!

😥 كنتَ تضع نظاراتي، فتشعر بالعظمة، وترتدي قميصي فتشعر بالوقار والهيبة بنفسك أمام المرآة!!

نظاراتي, حذائي,
😥 وحين يخطر ببالك شيئ وإن كان تافهًا، كنتَ تطلبهُ مني من كبير ثقتك وعلوِّ مقامي عندك، فألبي طلبك بفرحٍ وأُحضره لك دون مِنَّة، وعندما أعود إلى البيت، أضمّك إلى صدري ضاحكًا وأنت ﻻ تدري كيف قضيتُ يومي 😥 وكم عانيتُ بعملي!! لم أكن أُشعرك بآلامي لأنني كنتُ حريصًا على إخفاء أوجاعي عنك، ليبقى الفرح رفيقك وباديًا على وجهك!!


وأمّا أنت وفي مرحلة شبابك التي فرحتُ ((أنا أكثر الفرحين)) بوصولكَ إليها، لم يعد يُعجبك حذائي ولم تعد تنتعله!!! لماذا؟؟ لأنه قديم بنظرك، وذوقي بعيدًا ويختلف عن ذوقكَ!!!

فأصبحتَ تحتقر ملابسي العتيقة وأغراضي القديمة!! ﻷنها ﻻ تروق لك و"مش" على #الموضة!!

😥 أصبح سؤالي عنك تدخلًا في شؤونك ويُزعجكَ!!!

😥 وصارت بعض حركاتي تُصيبك بالحرج والإحراج!! والأعجب 😏أصبح كلامي يُشعرك بشىءٍ من الـ ؟؟؟ فلم يعد يعجبك كلامي!! ولسان حالك يقول: "ليكْ ليكْ" شو عم يحكي؟؟!! 😏 😏 😏

ولدي..
😥 سأذكر لك ولن تتذكر، حين كنتَ تتلعثم بكلامكَ وتُخطئ في الحروف والكلمات، فأضحك مبتسمًا لك وأتقبل تعلثمك وأغلاطك بفرحٍ، بينما أنت بشبابك، أصبحت تتضايق من كثرة تساؤﻻتي واستفساراتي!! فتقول: ((كم مرة بدي خَبْرك؟؟)) فيحزن قلبي من قساوة جوابك، فألتزم الصمت!! 😶 😶

😥 وإن تأخرتَ بغيابك عني وأنت خارج البيت، وأظهرتُ لكَ انشغال بالي عليك، فأعاتبك بغصّة الأب على تأخيرك، فتُظهر لي أنني أضايقك بسؤالي واستفساري عنك، وتتمنى لو أنك أكثر حرية!! رغم أنني لا أريد من سؤالي سوى الاطمئنان عليك ليس إﻻ!!

😥 لقد كبرت وأصبحت ترفع صوتك بحضوري 😔😔 بطريقة مباشرة وغير مباشرة!! وتُضايقني بردودك وأجوبتك وببعض ألفاظك، فأسكتُ وقلبي يعتصر ألمًا!! 😰 😰 ليس خوفًا منك، بل حُبًّا بك، وتسامحًا معك!! لكنك يا بُنيَّ (لم ولن) تشعر بحالي وكم تحمّلتك
في جهلك،
في سفهك،
في عصيانك،
في دراستك،
في عوزك،
في شدّتك،
في رخاءك،
في مرضك،
تحمّلتك في كل ما يتحمله الأب من ابنه فلذة كبده!! لكنك لم تتحملني بشىء!! 😕 😕 ولهذا ينتابني شعور بالخوف الشّديد من واقعٍ قد يُصيبني ((لا ولن)) أعرف الجواب عليه إلا وأنا فيه!! وأسأل نفسي:

يا تُرى؟؟ هل سيتحملني ابني في شيخوختي ومرضي وعوزي وفاقتي وشدتي؟؟ ربي أعلم.💁 💁


لكم مني أرق التحيات وأعطرها

وإلى أن نلتقي على الخير دائما

أترككم بحمى الرحمن

وكتب #محمد_الجنَّان

#أبو_هيثم

شارك هذا المحتوى على:

واتساب

أبو هيثم الجنَّان

أهلًا بكم في «مدونتي» التي تحتوي على مواضيع مختلفة، منها الدّينية والاجتماعية، وخواطر وقصص مختلفة، وغيرها مثلها، مُتمنيًا أن تنال إعجابكم، لكم مني أنا محمد الجنَّان، أرقّ التّحيات وأعطرها، وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا، أترككم بحمى الرحمن «أبو هيثم»

أضف تعليق:

0 comments: