عندما يشتاق الأب لابنه المُقيم بعيدًا عنه، قد
الأب وبعدة أساليب يدفع ابنه للكلام معه، ليسمع كلامه ويعرف ((حاله
وأحواله)) من نبرة صوته!! أمرتاح هو حيثُ يقيم أم لا؟؟!! من دون أن يجعل ابنه يُلاحظ هذا. وقد يكون من مقاصد الأب ((دفع ابنه للحديث معه)) ليشعر بنوعٍ من أنواع الطمأنينة وهو كاتم في قلبه اشتياقه وشوقه لابنه!!!
لكن والغريب في الأمر!! أن أغلب الأولاد لا يفقهون السّر والمغزى من مطالبة آبائهم بالكلام!! وبالتالي فأغلبهم يعتذرون لانشغالهم بأعمالهم!! فيغيب عن بال الابن سرّ ومغزى طلب والده للكلام، بل وللمزيد من الكلام الذي ظاهره لا معنى عند الابن!!!!
سبحان الله... يكتم الأب في قلبه بشدةٍ مقدار شوقه لابنه الغائب، حتى لا يُعكّر عليه، ولا يزيد على همّه همًا مع قساوة الغربة، ولا يعلم أحدٌ كم يضيق صدر الأب بما يكتمه عن ولده!!!
وأحيانًا يُكرّر الأب ويُصرّح لابنه، ويقول له:
اشتقتلك. غيابك أتعبني. ع طول بفكر فيك. وغيرها من ألفاظ وعبارات الشّوق والاشتياق،
لكن... يغيب عن بال بعض الآباء أن كثرتها قد تؤدي إلى ضرر على الولد، ولا تعطي
نتائج مُجدية، بل نتائج عكسية!! فانتبه أيها الأب.. الافتراق والفراق بين الأحبة حالة من واقع وقانون الحياة المسلط العباد، فهو آتٍ مهما طال زمنُ التّلاق، فإن لم يكن بسفرٍ وغربةٍ وسجنٍ، فهو حاصل بالموت الذي لا مفرّ منه!! فدوام الحال محال.
فالأب الفطن يكتفِ بالكلام والسلام على ابنه،
من غير أن يُكرر على مسمعه ما يُعكّر قلبه في غربته، وبالمقابل: لينتبه الابن على طلبات أبيه: كلّمني.. اتصل بي حين تستطيع.. اشرح لي هالموضوع، فأنا لم أفهمه ((بينما في الحقيقة: الأب فهمان كتير منيح، لكن ومن شدة شوقه لابنه "المكتوم" يطلب منه الشرح!!
فليست #الغربة
«مغادرة الوطن» فقط!! بل وغيابُ من نُحب أيضًا، وخسران رؤيتهم بيننا!! لدرجة
أصبحنا حين #نشتاق إليهم نتمنى أن تنقلب وجوه #الناس إلى وجهًا واحدًا هو (وجه من نُحب)
وافتقدناهم واشتقنا إليهم.. تكون الغربة مؤلمة بعض الشيء، لكنها تنير لكثير من الناس بعض جوانب الحياة!! أعان الله
المغتربين المسلمين، وأعان آباءهم وأمهاتهم على ما يعانون من ألم البُعد والفراق
والاشتياق..
|
لكم مني أرقُّ التَّحيات وأعطرها
وإلى أن نلتقي على الخير دائمًا
أترككم بحمى الرحمن
وكتب # محمد_الجنَّان_أبو_هيثم
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق