لا تقل يا ولدي: ماذا
أُخبركم عن أبي؟؟
بل قل: أخبرني يا
أبي...
لا تقل: أبي دفع لأجلي الكثير من ماله وجهده ووقته، وضحّى بكلِّ ما هو جميل
وحلو لأجلي!!
بل قل: ليتني لم ولنْ أُزعجك بشيءٍ يا أبي، ليتني قدّرتُ وأُقدّر
ما لأجلي بذلتَ وضحّيتَ، ومن تعبك وجهدك ومالك أعطيتَ، ولي قدّمت...
لا تقل: أنا صيتي وسمعتي حلوين بين الناس!!
بل جمّل صيت أبيك
عند الناس!! فليس ميراثك منه دراهم وذهبًا فقط، فأحيانًا تكون سمعة أبيك الطّيبة وصيته الحسن بين الناس، تكفيك أينما
ذهبت «فكّر فيها» حينها يُقال لك:
أبوك من خِيرَة الناس.
أبوك بطلًا.
أبوك عظيمٌ. ولهذا قف واعزم جازمًا
على المحافظة على صيت وسمعة أبيك الحَسَنة.
فيا ولد...
كن أمينًا على رصيده الثّمين.
كن أمينًا على
مكانته عند من تعرفهم ومن لا تعرفهم.
كن أمينًا على قيمته عند الناس
وبين الناس.
إيّاك ثم إيّاك أن تعمل بقصدٍ أو بغير قصدٍ على هدم وتشويهِ جمال
رصيد ورونق وعَظَمَةِ صورة أبيك أمام الناس!!
لا تقل يا ولدي: اختياري
لثيابي الجميلة، وطولي المنصوب، واحترام الناس لي، هذا كُلّهُ بفضل وجهد أبي!!
بل احترم وقدّر وعظّم أبيك بين أصدقائك ومعارفك وبين الناس (بحضوره وبغيابه.) بكل أدبٍ واحترامٍ كن مع أبيك..
لا تقل: أبي سبب
هيبتي ومكانتي أمام رفاقي والناس!!
بل كن بأقوالك
وأفعالك حريصًا ومحافظًا على هيبة ومكانة أبيك أمام أصدقائك ومعارفك والناس..
لا تقل: اسمي الذي أحملهُ واكتسبتهُ، وجميل صورتي بين الناس وبين معارفي ورفاقي كان من تعب وجهد وعناء أبي!!
بل التزم حدّك وقِفْ عند الأحكام والحدود الشرعية.
لا تقل: عيني
الشبعانة والمليانة عِز وكرامة، هي بفضل أبي وتعبه وجهده!!
بل قل: أنا بخدمتك يا أبي «مُرني«
كنْ ساعيًا بأعمالك
وأفعالك وأقوالك وسكوتك وخطواتك ووقوفك وجلوسك، سببًا لجلب الدعاء والمدح
لوالدك، لا أن تكون بابًا مفتوحًا تسمح لكل من يشتم والدك ويستخف
بأبيك ويستهين به، بالدخول من بابك!! لا.....
إيّاك ثم إيّاك أن
تكون سببًا بإهانة أبيك!!
اترك إغضاب أبيك!!
اترك إزعاج أبيك!!
اترك تعكير قلب
أبيك!!
اترك توتير أبيك!!
بل التزم بعزمٍ وصِدقٍ أمر الله الذي ورد في قوله تعالى:
يا ولد: اترك أبيك يرتاح في
آخر عمره بعد أن بنى لك كل ما هو جميل وحلو ورائع تفتخر به أمام أصدقائك ومعارفك والناس. اتّقِ الله واترك
من يدك المطرقة التي تهدم بها كل جميلٍ بناهُ لك ولنفسه!! اتركها وتراجع وتوقّف
عن الهدم، واسمع كلام أبيك وإن لم يُعجبك!!
كن طائعًا لله
بطاعة أبيك، فإن قال لك «قف» فقف.
إن قال لك «تعال» فاترك كل ما بيدك وهرول
إليه وقِفْ أمامهُ كما تقف أمام ملك من الملوك.
إن قال لك: «قم» فانتصب واقفًا
فور سماعك لأمره.
إن قال لك: «اذهب» فاذهب حيثُ أمرك!!
إن قال لك: «لا تفعل» فإيّاك أن تفعل ما لا يُريدهُ ولا يرضاه.
وإن اتصل بك فإيّاك أن تُهمل اتصاله!! إيّاك..
لا تُحوج أباك لتكرار طلبه منك وإعادته أكثر من مرة!!
يا ولد...
قف وانظر إلى نفسك
في المرآة وخاطبها بصدقٍ وصراحةٍ واسألها: هل أنا مِرْضِيٌّ لأبي؟
هل والدي راضٍ عني؟
هل أنا مُطيعٌ
لأبي؟
هل أنا مُلتزمٌ
بأوامر وطلبات أبي المَرضِيّة؟
اتّقِ الله بأبيك
وراقب كل كلمة توجّهها إليه!! راقب كل فعلٍ تفعله معه!! راقب كل حركةٍ تتحرّكها
أمامه!! وبعد ذلك كلّه قل: {{أنا ابن أبي السّيد}} وأنا السّيد
بسيادة أبي....
|
أضف تعليق:
0 comments:
إرسال تعليق